يبدو أن الإعلام الجزائري المسير من طرف النظام الحاكم، استنفذ كل ما لديه لمهاجمة المغرب، وقد وصل به الحد إلى نشر الأكاذيب، والأخبار الزائفة في منصاته المأجورة الخادمة والناطقة باسم العسكر وكابراناته. ولا زال العسكر الجزائري يستثمر بكل وقاحة، في معاكسة المغرب، والذهاب نحو معاداته دون مبرر، وبشكل مجاني، لكن حكمة المغرب ورزانته دائما كانت عنوانا في الرد على جارٍ سيء الذكر، جارٌ مسيء، جارٌ عاق. ولعل الذي وصل إليه الإعلام الجزائري، الآن، ينم عن رغبة دفينة في الدخول إلى سُرداق يتحاشاه المغرب، ولا يريد الخوض فيه، فلجوء "الإعلام" الجزائري إلى صورة من الأرشيف، توثق لتظاهرات سلمية شهدتها الرباط في سنة 2017، يدعي أنها للاحتجاجات الراهنة ضد جواز التلقيح، هو نوع من انواع الخسة الإعلامية، وفقدان البوصلة. ويبدو أن الإعلام الجزائري، وبالتحدبد جريدة الشروق الناطقة باسم العسكر، زاغت عن المهنية، هذا إن كانت يوما تتوفر على صحفيين مهنيين، أو أنها تتبنى رؤية إعلامية، وتحمل الرسالة النبيلة التي يتوخاها الإعلام الجاد في كل بقاع الأرض. وجريدة الشروق لم ترتدع رغم بلاغ الوصم الذي نشرته وزارة الخارجية الروسية، والتي اتهمت فيه هذه الجريدة الجزائرية بأنها تعيش في عالم موازي للعالم الواقعي، وأنها تحيك قصاصاتها من نسج خيال صحفييها. وفي كل مرة تخرج هذه الجريدة المسبوغة بلون "الكابرانات" لتقول للعالم أنها متخصصة في المغرب، ولا شغل لها إلا الكتابة عن المغرب، والتدخل في شؤونه والتنكر لشؤون بلادها وما يرزح تحته من فقر وإقصاء وهشاشة تنخر المجتمع الجزائري، فلا أحد ينكر أن الشباب الجزائري ذاق ذرعا من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، ولم يعد يطيق الحياة تحت قبضة نظام فاقد للشرعية، وأبرز دليل الحراك الجزائري الذي تم إجهاضه. إن الإعلام الجاد، لا يستعين بصور من الأرشيف لينسبها لحدث راهن، ولا يختلق أحداثا من مخيلته كأنه يكتب قصة قصيرة أو رواية أو مسرحية ستعرض في قاعة العرض أمام الجمهور، أو فيلما له سيناريو وحوارا. الإعلام الجاد لا يسبح في الماء العكر للتغطية على تجاوزات عظمى من خلال صرف نظر الجماهير عن القضايا الحقيقية والجوهرية التي تستدعي النقاش. ورغم كل القرارات التي اتخذتها الجارة الجزائر، لا زال المغرب على عهده الأول، يرفض المعاملة بالمثل، أو إنتاج خطاب عدائي، أو الإتجاه نحو المواجهة المباشرة مع نظام فَقَد صوابه، ولا زال يعبر على أنه جن جنونه، ولا يستطيع تقبل كم النجاح الديبلوماسي الذي يجنيه المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس.