تعتزم الحكومة الإسبانية اتخاذ خطوة جديدة بشأن مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، حيث أفادت مصادر صحيفة، بأن إسبانيا طلبت حضور الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل "فرونتكس" في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وهو ما وصف بأنهما "تشكلان الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي". ويقول مراقبون إن اتخاذ هذه الخطوة، يعني توجه إسبانيا نحو التصعيد، خاصة بعد نشوب أزمة حقيقية بين الجانبين، المغربي والإسباني، تتعلق باستقبال مدريد لابراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو، بجواز سفر مزورت تحت اسم بنبطوش. وأشارت نفس المصادر إلى أن "فرونتكس" لها وجود محدود على الأراضي الإسبانية، وعدد قليل من العملاء في جزر الكناري، لافتة إلى أن وجودها في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين ينظر إليه، دائما، بحذر من قبل الحكومات الإسبانية المتعاقبة. وفي السياق نفسه، أعلنت الخارجية الإسبانية، أول من أمس الثلاثاء، أن حكومتها تدرس ضم سبتة ومليلية المحتلتين إلى منطقة شنغن. تأتي هذه الخطوة في ظل خلاف بين البلدين بشأن قضايا مرتبطة بالصحراء المغربية، وقيام المغرب بعدم تجديد عقد تشغيل خط أنابيب الغاز المغاربي – الأوروبي الواصل بين الجزائر وإسبانيا، التي تراهن على وساطة أمريكية لحل الأزمة مع المغرب. و قال د.تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي "الأزمة تعود لزمن مضى قامت فيه الجزائر بإنشاء خط للغاز بينها وبين إسبانيا، مما أثر على المداخيل النقدية للخط المغربي، مشيرًا إلى أن ما قام به المغرب كان بسبب ذلك، وهو ما دفع المغرب بتعويض ذلك من خلال خط آخر بينها وبين نيجيريا والدول الأفريقية". وأشار الحسيني إلى أن "مسألة ذهاب زعيم جبهة البوليساريو إلى إسبانيا للعلاج مسألة هامشية في هذه الأزمة، موضحًا أن مسألة زعيم البوليساريو زادت الأزمة حدة لكنها لم تخلقها". وأضاف أستاذ القانون الدولي المغربي أن "المجال مفتوح لكل الوساطات لحل هذه الأزمة، خاصة الوساطة الأمريكية، لأن لأمريكا موقفًا جيدًا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية ووحدة التراب المغربي"، مشيرًا إلى" أن النهج المبني على التفاوض السلمي هو السبيل الذي تراه الرباط مناسبًا لحل مشكلة الصحراء المغربية"، مشددا على أن المغرب لا يقوم بمقايضة في هذه المسألة ولا يرضى بتداخل الملفات على هذا النحو".