بعد أن ضربت عرض الحائط موقف المغرب وفي تواطؤ واضح، و بعد عملية الفرار المنظمة التي أقبل عليها زعيم جبهة البوليساريو برعاية إسبانية، يرتقب تنظيم اجتماع موسع ومن مستوى كبير للرد على هذا المستجد بما يلزم. ومغادرة إبراهيم غالي التراب الإسباني ستسفر عن قرار حاسم سيتخذه المغرب، خصوصا أن المعني بالأمر غادر إسبانيا وفي ذمته جرائم متعددة تجاهلتها إسبانيا ولم تصدر حكما بالإعتقال . ومن المرجح أن يتم التصعيد في حدة الأزمة بين البلدين إلى حد القطيعة وطرد السفير الإسباني من المغرب، وفي هذا الصدد وردت في مصادر إعلامية أن الخارجية المغربية ستصدر بيانا شديد اللهجة لإسبانيا. إلى ذلك كشفت صحف اسبانية، أن المغرب سيقوم بردة فعل قوية كنوع من الرد على التعاون الاسباني الجزائري لمغادرة غالي التراب الاسباني في اتجاه العاصمة الجزائر، وذلك بمطالبة السفير الاسباني بمغادرة الرباط فورا. وعلى الرغم من إخبار اسبانيا للمغرب بعملية مغادرة غالي لترابها، إلا أن عدم محاكمته أمام القضاء الاسباني وإدخاله للمستشفى للعلاج بهوية مزورة تحت اسم "ابن بطوش" وعدم تقديم التفسيرات التي طلبتها المملكة، لن يسهم سوى في وضع الملح على الجرح وتفكك الثقة بين البلدين مما سيؤثر على المصالح الاستراتيجية بين البلدين. واستمعت محكمة إسبانية أمس الثلاثاء، في أولى جلسات محاكمة غالي، إلى أقواله بشأن عدة جرائم منسوبة إليه والتي تُطارده لدى القضاء. وغادر زعيم الجبهة، مستشفى سان بيدرو دي لوغرونيو ، وتوجه إلى مطار بامبلونا (نافارا) للعودة إلى الجزائر العاصمة.