شهدت الساعات الأخيرة لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إصابته بفيروس كورونا تصريحات متناقضة من البيت الأبيض بشأن صحته، في حين اختصر وزير خارجيته مايك بومبيو جولته في آسيا. وفي تسجيل مصور من داخل مقره بمستشفى "والتر ريد" العسكري، دافع ترامب عن عدم التزامه بالإجراءات الاحترازية، وأكد أن الأيام المقبلة ستكون الاختبار الحقيقي لمواجهة المرض. وقال الرئيس الأميركي إنه لم يكن لديه خيار سوى تعريض نفسه لخطر الإصابة بفيروس كورونا، وأشار في التسجيل إلى أنه أراد مواجهة الخطر لأن مواجهة المشكلات من سمات القادة العظماء، وفق تعبيره. كما قال الرئيس الأميركي إنه توجه إلى المستشفى وهو يشعر بتعب بعد إصابته بكورونا، لكن حالته الصحية تحسنت الآن، وأكد عزمه على العودة قريبا وإتمام حملته الانتخابية، وأن العمل جارٍ لإعادته إلى وضعه الصحي الذي كان عليه. تضارب التصريحات من جهته، قال شون كونلي الطبيب المشرف على علاج الرئيس الأميركي إن الفريق الطبي مرتاح لحالته الصحية ومتفائل بحذر، وإن الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد حالته. وأكد الفريق الطبي -في بيان- أن ترامب أكمل الليلة الماضية جرعة ثانية من عقار "ريمديسيفير" (Remdesivir)، مشيرا إلى أنه لا يعاني حتى الآن من الحمى، لكنه لم يتغلب بالكامل على المشاكل الصحية بسبب الفيروس، وأنه لا يحتاج إلى أكسجين إضافي، ولم يوضع على جهاز تنفس. لكن وسائل إعلام أميركية نقلت قبل ذلك عن كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز -الذي بدا أقل تفاؤلا- قوله إن 48 ساعة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لوضع ترامب. لكنه أوضح أن الرئيس يتحرك في المستشفى وليس طريح الفراش، ويطلب المستندات لمراجعتها، وأنه التقاه عدة مرات أمس السبت. وغير ميدوز، الذي أدلى بتصريحاته الأولى شريطة عدم ذكر اسمه، نبرته بعدها بساعات وقال لرويترز إن ترامب "يبلي بلاء حسنا"، وإن الأطباء سعداء جدًّا بمؤشراته الحيوية. ولم يوضح ميدوز سبب التناقض في تعليقاته. وقال مستشار لترامب -طلب عدم نشر اسمه- إن الرئيس لم تُعجبه تصريحات ميدوز الأولى، وفق رويترز. وأمس السبت، أكد مصدر مطلع على وضع ترامب أن حالته كانت "مقلقة للغاية" خلال 24 ساعة الماضية، مضيفا أن 48 ساعة المقبلة ستكون حاسمة. ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن المصدر -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن الرئيس وُضع على جهاز الأكسجين في البيت الأبيض يوم الجمعة قبل نقله إلى المستشفى، وقال إن حالة الرئيس كانت "مقلقة للغاية"، لكنه يتحسن منذ ذهابه إلى المستشفى. وفي السياق ذاته، قال مصدر مطلع لوكالة رويترز إن ترامب "لا يسير حتى الآن على طريق واضح للتعافي من إصابته بالفيروس"، وأضاف أن بعض المؤشرات الحيوية للرئيس خلال 24 ساعة الماضية "كانت مقلقة للغاية"، وأن 48 ساعة القادمة ستكون حاسمة في ما يتصل بعلاجه. كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مطلع قوله إن "الوظائف الحيوية للرئيس على مدار 24 ساعة الماضية مقلقة للغاية، وستكون 48 ساعة المقبلة دقيقة على صعيد رعايته، لم نصل بعد إلى مسار واضح نحو الشفاء التام". اختصار الجولة الآسيوية وفي هذا السياق، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية مايك بومبيو سيسافر إلى اليابان في وقت لاحق اليوم الأحد، لكنه لن يزور منغوليا وكوريا الجنوبية، وفقا لجدول زيارته الأصلي، وذلك بعد إعلان إصابة الرئيس ترامب بفيروس كورونا ودخوله المستشفى. وكان بومبيو يعتزم في البداية زيارة البلدان الثلاثة في الفترة بين الرابع والثامن من أكتوبر الجاري، وسيتوجه الوزير إلى اليابان اليوم على أن يعود في السادس من أكتوبر. وفي ظل هذه التطورات، أعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل -في بيان- تأجيل عودة الكونغرس للاجتماع العام إلى ما بعد 19 أكتوبر الجاري، بعد أن أعلن سابقا أن العودة ستكون غدا الاثنين. وقال ماكونيل إن العمل المهم للجان يمكن أن يستمر وفق تقدير كل لجنة، مضيفا أن اللجنة القضائية التي ستنظر تعيين القاضية إيمي باريت في المحكمة العليا ستبدأ عقد جلساتها في 12 أكتوبر الجاري، وفقا لما أعلنه سابقا رئيس اللجنة القضائية السيناتور ليندسي غراهام. وكانت حملة ترامب لانتخابات الرئاسة أعلنت إرجاء جميع التجمعات الانتخابية التي كان من المقرر أن يشارك فيها الرئيس إلى إشعار آخر. وتجمع عدد من أنصار الرئيس الأميركي خارج المستشفى للتعبير عن دعمهم له.