تحذوهم رغبة جامحة في مواصلة المعركة المستميتة ضد فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، عناصر الأمن الوطني بعاصمة البوغاز طنجة، على غرار أقرانهم على الصعيد الوطني، لا تفتر همتهم عندما يتعلق الأمر بهذا العدو الخفي. وفي سعيهم نحو تحقيق هذا الهدف، لا يدخر أبطال الواجب، بتفان وإخلاص، جهدهم بالليل كما في النهار، لترجمة ولائهم وإخلاصهم على أرض الواقع، وحبهم اللامشروط للوطن، إذ لم يخلفوا موعدهم مع تلبية نداء الوطن قصد التعبئة والتضامن والتعاون والفعل المشترك لمحاصرة الفيروس. وبات واضحا للعيان التفاني والجدية والحس العالي للمسؤولية أثناء العمل لدى المرفق الشرطي بعروس الشمال، باعتبارها مؤسسة مواطنة بامتياز، في ظل ظرفية تتطلب من عناصرها مزيداً من التعبئة والتضحيات. ومنذ اندلاع الأزمة الوبائية، ظهرت العناصر الأمنية، تحث الإشراف المباشر ، لوالي الأمن السيد محمد أوعلا أوحتيت ، الذي شوهد عشرات المرات، وهو يتجول بزيه الرسمي بشوارع المدينة ، من أجل الوقوف على التطبيق المحكم والصارم لحالة الطوارئ الصحية ، وهو الأمر، الذي استحسنته الساكنة ، و فعاليات المجتمع المدني ، حيث اعتبرها الكثيرون بمثابة الدفعة الكبيرة من شخص عرف بتواصله الإيجابي مع الجميع، لحث المواطنين على تقيدهم بإجراءات التدابير الصحية التي يضمن سلامتهم وسلامة أبناىهم ومجتمعهم والوطن ككل. هي معركة بنفس طويل يخوضها هؤلاء الأمنيون بمدينة طنجة، على مدى اليوم وفي ساعات متأخرة من الليل، في تجسيد لأبهى مشاهد الوطنية الفعالة، معينها قناعة راسخة لدى هذه الفئة المهنية الفخورة بالانتماء لمؤسسة مواطنة أحدثت، خلال السنوات الأخيرة، تغييرات عميقة في منظور عملها ومقاربتها، معتمدة في ذلك على الشفافية والقرب من المواطن والانفتاح على المجتمع كأولوية من الأولويات. تشير عقارب الساعة إلى الحادية عشر صباحا بمدينة طنجة ، جولة صباحية ل"المغرب 24″ عبر المحاور الكبرى والفضاءات العمومية للمدينة، تكفي لمعاينة الحضور المتميز لعناصر الأمن الوطني مدعومة على مستوى بعض نقط المراقبة بالقوات المساعدة، ومسلحة بكافة الوسائل اللوجستيكية اللازمة للاضطلاع بالمهام المنوطة بها على أكمل وجه، في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر منها المملكة. أقنعة واقية على الوجوه، واحترام تام للتباعد الاجتماعي وتعقيم للتجهيزات، تجعل أفراد الشرطة تقارع خطر الإصابة بعدوى (كوفيد-19) في كل لحظة، لكنها تقدم في ذات الوقت، مثالا حيا في مجال احترام التدابير الوقائية، قبل السهر على تنزيلها بصرامة وجدية بعيدا عن التراخي والارتجال. وفي جل ملتقيات طرق المدينة ، ينتصب حاجز ثابت للشرطة، مع حضور للعناصر الأمنية ، كل في موقعه المحدد، لمراقبة كاملة وشاملة لهوية مستعملي الطريق، وكذا التراخيص الاستثنائية للتنقل وفي بعض الأحيان المركبات إذا دعت الضرورة ذلك. وعلى مستوى مختلف نقاط المراقبة والحواجز الثابتة والقضائية الموضوعة في مداخل المدينة، يسهر أفراد الشرطة، المسلحون بالجدية والصرامة، على الاحترام الدقيق للقانون، ذلك أنهم يجدون أنفسهم في أغلب الأحيان، مدعوين إلى تدبير وضعيات معقدة تقتضي منهم اليقظة والتبصر والاستباقية والنجاعة. وإلى جانب نقاط المراقبة والحواجز الثابتة، تشارك عناصر الشرطة بطنجة ، بشكل يومي، في دوريات متنقلة مختلطة (قوات مساعدة ورجال سلطة...)، بتنسيق مع السلطات الإقليمية لفرض احترام الحجر الصحي. وإضافة إلى فرض احترام التشريعات المعمول بها، يضطلع أفراد الشرطة، في تجسيد لأدوار "المواطن المثالي"، بمهمة تحسيس الساكنة إزاء المخاطر الناجمة عن الإخلال بقواعد الحجر الصحي، وحث المواطنين على تفادي السلوكيات اللامسؤولة أو المتهورة. وفي هذا السياق، لا مجال لتساهل رجال الحموشي مع المخالفين، إذ يتعلق الأمر بالمحافظة على النظام العام، وحماية صحة ورفاهية المواطنين في مهمة "إنسانية" بامتياز ل"حماة" قواعد العيش داخل المجتمع.