أكد أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية بالجامعة الأمريكة، وليام لورانس، بأن وصف وكالة الأنباء الجزائرية، في قصاصة لها نشرت يوم 19 ماي الجاري، لبعض أعضاء البرلمان الأوروبي بأنهم “صهاينة مغاربة”، يعتبر خطابا معاديا للسامية. وقال لورانس، الذي سبق له وأن شغل منصب مدير شؤون شمال إفريقيا في المجموعة الدولية للأزمات، ومدير شؤون شمال إفريقيا في مجموعة السيطرة على المخاطر، في مداخلة له في برنامج “مع المغرب من واشنطن”، الذي بثته قناة (ميدي 1 تيفي) مساء الأحد، إنه “لا جدال بأن التصريح الجزائري ينطوي على معاداة للسامية بمحاولة التعرض للمعتقد اليهودي”، مبرزا أن ” المغرب ليس في حاجة إلى الذهاب للعاصمة تل أبيب لطلب المساعدة حيال كيفية التعامل مع الجزائر في خلافه معها، ولا حتى إلى المجتمع اليهودي في المغرب أو الاتحاد الأوروبي”. وأشار الخبير الأمريكي، الذي كان كبير مستشاري السياسة الخارجية بوزارة الخارجية الأمريكية، حيث شغل منصب المساعد الخاص لنائب وزير الخارجية لشؤون أبحاث الاستخبارات، إلى أن “استناد المقال الجزائري إلى الصهيونية واليهودية كوسيلة لتوجيه النقد أمر فاضح لا محال ومعادي للسامية”. واعتبر لورانس، الذي يحمل درجة الدكتوراه من مدرسة فليتشر للقانون والدبلوماسية، وسبق له وأن حاضر بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن “من كتب هذا المقال كان ي جهز لحرب تصريحات”، مؤكدا أن هذا الأمر “لا يفيد الجزائر ولا سمعتها ولا مصالح البلدين على المدى الطويل”. من جانبه، أكد السفير والناطق الرسمي السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ومقدم البرنامج، السيد أدم إيرلي، أن نشر وكالة الأنباء الجزائرية موضوعا تتهم فيه سبعة من أعضاء البرلمان الأوروبي بأنهم مسيرون من قبل “اللوبي المغربي الصهيوني”، هو هجوم على المغرب وعلى البرلمان الأوروبي. وأضاف إيرلي، أن هذا الهجوم يأتي في وقت “تشهد فيه الجزائر أزمة سياسية واقتصادية ودستورية في الوقت نفسه”، مبرزا أن “الشعب الجزائري ثائر ضد فساد الحكومة التي تتجاهل مطالب مواطنيها وتحظر أي شكل من أشكال تعبير الرأي”. وأشار إلى أن انخفاض أسعار النفط والطلب عليه دفع الحكومة الجزائرية إلى تخفيض حجم الإنفاق العام ووضع تعريفات جديدة على الواردات. من جهتهم، أكد باقي المتدخلين، وهم السيدان دافيد بولوك، كبير الباحثين في معهد واشنطن، وجيفري.دي جوردن، المتحدث السابق باسم البنتاغون، أن لجوء وسائل الإعلام الجزائرية، في مقدمتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، إلى التلفيق والكذب ومعاداة السامية يهدف إلى تصدير المشاكل الداخلية نحو دول الجوار، لاسيما وأن الجزائر تتخبط في “أزمة غير مسبوقة”، مسجلين أن الحرب الكلامية للجزائر تنطلق من موقع ضعف وليس من موقع قوة. وأبرز الخبيران أن الجزائر لها علاقات مضطربة مع جيرانها حيث تحاول دائما افتعال الأزمات مع محيطها، مشيرين إلى انعدام الثقة بالجزائر داخل البرلمان الأوروبي حيث بدأ التركيز على هذا البلد بشكل سلبي.