ليالي رمضانية استثنائية تشهدها عاصمة البوغاز طنجة ، إذ تحولت شوارعها إلى قلاع مسيجة بحواجز حديدية لشل كل التحركات المشبوهة، فانعدمت الحركة بجميع الشوارع الكبرى وأحياء المدينة، بعد فرض السلطات الحظر الليلي بسبب تفشي وباء "كورونا"، اللهم حالات معزولة لسيارات كسر هدير محركاتها هذا الصمت المطبق ، إلا أن الحملات الأمنية كانت لهم بالمرصاد وألزمتهم بدخول منازلهم في الحال. أول ما أثار انتباه طاقم "المغرب 24"، خلال الجولة الليلية، حالة الاستنفار غير العادية لمصالح الأمن والسلطة المحلية، وحملات على مدار الساعة، كلفت بها فرقة أمنية مختلفة، وسدود قضائية منتشرة بشكل كبير، في حين تم إغلاق جميع الشوارع الكبرى والأزقة عبر وضع حواجز حديدية، لقطع الطريق على الغرباء الراغبين في دخول هذه المناطق. قلاع محصنة تسببت هذه الصرامة والحواجز في ارتباك سائقي سيارات، اضطروا لأسباب مختلفة إلى خرق الحجر الصحي، إذ كلما حاولوا المرور من شارع، يجدونه مغلقا بالحواجز الحديدية، ليضطروا إلى البحث عن أزقة ومنافذ أخرى للوصول إلى وجهتهم، والنتيجة مشوار لا تتجاوز مدته خمس دقائق، صار يستغرق 20 دقيقة وقطع مسافة طويلة جدا. فبدخول رمضان، تغير الوضع، واتجهت الأمور نحو الصرامة والحزم في تفعيل الحجر الصحي، خصوصا في هذه الظرفية الحرجة التي شهدت ارتفاعا في نسب الإصابات بفيروس "كورونا"، والنتيجة تحول كل منطقة بعروس الشمال إلى قلعة محصنة بالحواجز. فبعد أذان المغرب، يمنع على أي كان الدخول إلى ترابها اللهم إن كان ابن المنطقة ويحمل رخصة التنقل. أحياء صامتة بوسط المدينة، انعدمت الحركة بشكل نهائي. أحياء خالية من السيارات والمواطنين، نادرا ما تصادف أحد المارة، أو سيارة منطلقة بسرعة تعمد سائقها عدم احترام إشارات المرور. بسط الأمن سيطرته على هذا الموقع الحيوي بعروس الشمال، إذ انتشرت سيارات للشرطة وسدود قضائية في كل مكان، والأكثر إثارة، إغلاق الممرات المؤدية إلى الكورنيش، إذ تم وضع حواجز حديدية لمنع قاطنيها والغرباء من الدخول إليها والخروج منها، مع تخصيص منفذ واحد تشرف عليه فرقة أمنية. الأمر نفسه بعدد من الشوارع الرئيسية المؤدية إلى عين منطقة الجبل الكبير و الرميلات و أشقار، إذ وضعت حواجز حديدية وسدود قضائية لمنع حركة الانتقال. رجال السلطة المحلية أعطى والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، السيد محمد مهيدية ، تعليماته الحازمة بالتعامل الصارم مع كل من يخرق حالة الطوارئ الصحية التي تفرضها السلطات بالمغرب منذ 20 مارس الجاري، وإلى غاية ال 20 ماي 2020. ويقوم رجال الأمن و أعوان السلطة و القوات المساعدة، بتمشيط مختلف الشوارع والأزقة والأحياء بمدينة طنجة ليل نهار، من أجل فرض احترام التعليمات الخاصة بحالة الطوارئ الصحية، عبر تأطير ومراقبة حركة السير والجولان وفق الضوابط التي حددتها وزارة الداخلية. وعرفت عدد من الأحياء بالمدينة حملات أمنية مكثفة أسفرت على القبض على مجموعة من المواطنين يشتبه في خرقهم لحالة الطوارئ الصحية التي يعرفها المغرب. وتعمل السلطات المحلية على تقييد الحركة عبر التأكد من حمل المواطنين لشواهد وتراخيص التنقل الاستثنائية، وذلك تحت طائلة توقيع العقوبات المنصوص عليها في مجموعة القانون الجنائي، إضافة إلى مراقبة إلتزام المحلات التجارية بالتعليمات الخاصة بالسلامة الصحية ومنها الإلتزام بتوقيت العمل المحدد من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الخامسة مساء. كما يجوب الباشوات و القياد شوارع المدينة وأزقة أحيائها للتوعية والتحسيس بخطورة الوباء، وأهمية البقاء في المنازل والتقييد بإجراءات السلامة الصحية والنظافة، وعدم الإختلاط، للتصدي لهذا الفيروس والوقاية من انتشاره أكثر. وتتحول مدينة طنجة إلى مدينة شبح بعد الساعة الخامسة مساءً من كل يوم، حيث لا أحد يسير بشوارعها إلا عناصر السلطات الأمنية المشرفة على تفعيل الحظر الصحي الشامل.