كشفت وزارة الصحة الجزائرية أن الفحوصات الطبية والمخبرية أثبتت إصابة 127 شخصا بوباء الكوليرا من بين مئات من المشتبه بإصابتهم. وأشارت الوزارة، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية الجزائرية، أن مصدر الوباء هو نبع مائي بري تأتي مياهه من الجبال ويتزود منه السكان العابرين بالقرب الجزائر العاصمة. إلى ذلك قال نائب رئيس بلدية أحمر العين بولاية تيبازة كمال لياني، لوكالة “سبوتنيك”، إن “التحاليل المخبرية التي أجرتها السلطات الصحية، أثبتت وجودا مكثفا للجراثيم في مياه نبع سيدي الكبير الذي تأتي مياهه من جبل قريب”، مشيرا إلى أنه “تم ردم المنبع ومنع التزود بالماء منه خشية إصابة مزيد من الأهالي بالوباء”. وقال مدير الوقاية بوزارة الصحة الجزائرية جمال فورار، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، إن “التحاليل المخبرية كشفت عن مصدر الوباء، وهو منبع مائي يقع في بلدة أحمر العين بولاية تيبازة 100 كيلو متر غربي الجزائر العاصمة. وقالت الوزارة إن “مياه الحنفيات [الصنابير] التي تصل المواطنين عبر مختلف المنشآت والشبكات العمومية مياه سليمة صالحة للشرب والاستهلاك ولا داعي للخوف منها”، موضحة أن هذه المياه “تخضع يوميا لتحاليل عديدة وفق المعايير التي تمليها نصوص القانون ووفقا لمقاييس المنظمة العالمية للصحة، وكل محطات معالجة المياه والتي يفوق عددها 90 محطة عبر التراب الوطني تتوفر على مخبر يتابع كل مراحل المعالجة وبهذا لا تضخ المياه في الشبكات إلا بعد التأكد من سلامتها”. وأعلن مدير الصحة بالعاصمة الجزائرية محمد ميراوي، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، أن “مياه الصنابير بولاية الجزائر [العاصمة] لم تكن أبدا مصدرا لوباء الكوليرا، فهي صالحة للشرب تماما”، مؤكداً أن العاصمة ليست مصدرا لهذا الوباء الذي تم نقله من طرف أشخاص كانوا قد سافروا إلى البليدة في الضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية والبويرة في الضاحية الشرقية للعاصمة وهما المنطقتان اللتان ظهر فيهما هذا الوباء”. وقد بلغ عدد الحالات المشتبه بإصابتها بوباء الكوليرا 180 حالة، أثبتت الفحوصات إصابة 127 حالة منها بالوباء، بينها تسع حالات سجلت اليوم. وسجلت الجزائر العاصمة 14 حالة مشتبه في إصابتها بالوباء، خمسة منها فقط هي حالات مؤكدة. والخميس الماضي أعلنت وزارة الصحة الجزائرية تسجيل حالة وفاة و41 حالة إصابة بالكوليرا ، قبل أن يرتفع هذا العدد إلى 129 حالة إصابة مؤكدة بالوباء. يذكر أن نشطاء مغاربة دعوا وزارة الصحة إلى اتخاذ الاحتياطات الوقائية اللازمة بشكل مبكر، خصوصا بالمناطق الشرقية التي تتواجد على مقربة من التراب الجزائري، بالإضافة إلى تعزيز نظام المراقبة الوبائية من أجل الترصد والكشف المبكر للمسافرين القادمين من الجزائر. من جانبها اتخدت وزارة الصحة المغربية احتياطات و رفعت درجة التأهب ، ومن المرتقب أن يعلن وزير الصحة أنس الدكالي، بداية الأسبوع المقبل تعزيز نظام المراقبة ضد مخاطر الداء.