: غزة هن نساء اخترن أزواجا من غير بلدانهنّ، فكان قَدرُهنّ أن يعشن المعاناة خارج حدود الوطن. الأمر هنا يتعلق بمغربيات تزوجن من فلسطينيين بقطاع غزة، فشاءت الأقدار أن تكون الظروف عائقا أمام عودتهنّ إلى أرض الوطن لزيارة الأهل والأحباب. ذلك ما نقلته سيدة مغربية لمراسل “المغرب 24” من قلب قطاع غزة ساردة بعضا من معاناتهنّ. السيدة التي فضلت عدم ذكر اسمها قالت إن هناك جالية مغربية بقطاع غزة جل أفرادها نساء يعشن على وقع المعاناة، منهن من أنجبت أطفالا لم يتمكنوا من الحصول على جنسيتهم المغربية، موردة أن “هناك مغاربة في غزة لكن لا أحد يعرفهم، كما أن حقوقهم ضائعة”. وبحسب السيدة نفس المتحدثة التي تزوجت من فلسطيني لتنتقل للعيش معه بقطاع غزة، فإن أكبر معاناة النساء المغربيات هناك تتعلق بالسفر؛ إذ “غالبا ما يضيع حقنا في السفر”، مرجعة ذلك إلى غياب مكتب يعنى بشؤون المغاربة بالقطاع، ما ينتج عنه تأخير في الحصول على الأوراق اللازمة، خاصة في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة ، بحيث لمدة 9 سنوات و أنا عالقة هنا ولم أستطيع حتى الحظور إلى مراسيم تشييع والدي الذي توفي في المغرب. المتحدثة أوضحت أنه “من أجل السفر، على المغربيات أن يتبعن الطريقة المفروضة على الفلسطينيين من سكان القطاع نفسها، ألا وهي تسجيل أسمائهن لدى مكتب للسفر من أجل الحصول على رقم تراتبي، ويتم الانتظار إلى حين الإعلان عن افتتاح معبر رفح، وهو الأمر الذي غالبا ما يتأخر إلى حين انقضاء أجل الأوراق”. إشكالية ثانية تواجهها المقيمات بغزة وهي كون الإعلان عن فتح معبر رفح يتم ببضع ساعات فقط، أو يومين على أبعد تقدير. وهو ما لا يمكّن من تجديد الأوراق نظرا لبعد السفارة، مردفة : “علينا أن ندفع الإتاوات لرجال الأمن المصريين بالمعبر من أجل السماح لنا بالمرور بحيث تصل قيمتها إلى أكثر من 3 ألاف دولار ، سفارتنا بالقاهرة “تبذل مجهودا كبيرا، لكن بحكم الحصار و المعاناة المصريون يعرقلون دخولنا إذا لم ندفع”. المتحدثة ختمت كلامها بالقول : أوجه ندائي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لإعطاء تعليماته للجهات المعنية بوزارة الخارجية من أجل التدخل العاجل لحماية الجالية المغربية من الابتزاز الذي يمارسه المصريين على الحدود بمعبر رفح لتسوية الراغبين في مغادرة قطاع غزة.