هن نساء اخترن أزواجا من غير بلدانهنّ، فكان قَدرُهنّ أن يعشن المعاناة خارج حدود الوطن. الأمر هنا يتعلق بمغربيات تزوجن من فلسطينيين بقطاع غزة، فشاءت الأقدار أن تكون الظروف عائقا أمام عودتهنّ إلى أرض الوطن لزيارة الأهل والأحباب. ذلك ما نقلته شابة مغربية لهسبريس ساردة بعضا من معاناتهنّ. الشابة "خ.د" قالت إن هناك جالية مغربية بقطاع غزة جل أفرادها نساء يعشن على وقع المعاناة، منهن من أنجبت أطفالا لم يتمكنوا من الحصول على جنسيتهم المغربية، موردة أن "هناك مغاربة في غزة لكن لا أحد يعرفهم، كما أن حقوقهم ضائعة". وبحسب الشابة العشرينية التي تزوجت قبل سنتين لتنتقل للعيش بقطاع غزة، فإن أكبر معاناة النساء المغربيات هناك تتعلق بالسفر؛ إذ "غالبا ما يضيع حقنا في السفر"، مرجعة ذلك إلى غياب مكتب يعنى بشؤون المغاربة بالقطاع، ما ينتج عنه تأخير في الحصول على الأوراق اللازمة، خاصة في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة. المتحدثة أوضحت أنه "من أجل السفر، على المغربيات أن يتبعن الطريقة المفروضة على الفلسطينيين من سكان القطاع نفسها، ألا وهي تسجيل أسمائهن لدى مكتب للسفر من أجل الحصول على رقم تراتبي، ويتم الانتظار إلى حين الإعلان عن افتتاح معبر رفح، وهو الأمر الذي غالبا ما يتأخر إلى حين انقضاء أجل الأوراق". إشكالية ثانية تواجهها المقيمات بغزة وهي كون الإعلان عن فتح معبر رفح يتم ببضع ساعات فقط، أو يومين على أبعد تقدير. وهو ما لا يمكّن من تجديد الأوراق نظرا لبعد السفارة، مردفة: "علينا أن نتواصل مع السفارة في رام الله إما عبر الهاتف أو البريد نظرا لبعدها، وهو الأمر الذي نجد فيه صعوبة كبيرة"، قبل أن تضيف: "هم يبذلون مجهودا، لكن بحكم الحصار والمعاناة غالبا ما يتم التأخر". المتحدثة أشارت إلى أنها اضطرت إلى الانتظار سنة كاملة من أجل أن يحين موعد عبورها عبر معبر رفح، موضحة أنها حينما تمكنت من ذلك اكتشفت أن تأشيرة زوجها انقضت مدة صلاحيتها، وهو ما جعلها تعود إلى المغرب من دونه، معلقة: "الفلسطينيون محكوم عليهم بالحصار، ونحن نعاني الأمر نفسه؛ إذ وفي ظل هذا الوضع تشعر بأنك في سجن كبير لا تقوى على الخروج منه". وأوضحت "خ.د" أن زوجها تمكن فيما بعد من المرور إلى مصر لكن ظل عالقا بها بسبب إغلاق المعبر، في حين تحاول هي في المغرب تجديد أوراقه ليتمكن من الالتحاق بها والعودة سويا إلى غزة، مطالبة بفتح مكتب يعنى بشؤون "مغربيات منسيات" بغزة.