علم “المغرب 24” من مصادر مطلعة، أن أنس الدكالي، وزير الصحة، قرر العودة لتفقد بعض المستشفيات العمومية بالشمال، وذلك بعد الاختلالات والخروقات التي وقف عليها بشكل ميداني، حيث أمر بصباغة جدران مستشفى الحسن الثاني بالفنيدق بشكل مستعجل، دون الاهتمام بحل الملفات الشائكة المتعلقة بفحص المرضى من طرف الأطباء الداخليين دون حضور الطبيب الرئيسي بقسم المستعجلات، فضلا عن غياب عدد من الاختصاصات وطول المواعد الطبية، ومشكل الاعتداءات على الأطر والعاملين بالمؤسسات الاستشفائية نتيجة غياب جودة الخدمات الصحية المقدمة. وأضافت المصادر نفسها، أن برنامج زيارة وزير الصحة لمستشفيات الشمال سيشمل، في المرحلة المقبلة، المستشفى الإقليمي بشفشاون، وذلك من أجل البحث في أسباب الاحتقان الداخلي ومشكل غياب الأطباء، ناهيك عن غياب بعض الاختصاصات واضطرار المرضى للتنقل نحو تطوان من أجل العلاج. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن الدكالي سيوقع على قرارات إعفاء أخرى تهم مسؤولين إقليميين، ضمنهم مندوب الصحة بشفشاون، وذلك من أجل تدارك مشكل احتجاجات المواطنين واختلالات التسيير، سيما وأن مؤشرات الاحتقان أصبحت تهدد السلم الاجتماعي. وحسب مصدر مطلع، فإن مستشفيات الشمال مازالت تعاني نقصا حادا في الموارد البشرية، لأنه لا يعقل أن يكلف طبيب واحد بقسم المستعجلات، رغم استقبال المدن الساحلية لآلاف الزوار و السياح، فضلا عن غياب بعض التجهيزات الطبية والأدوية الضرورية، ما يثقل كاهل المستضعفين والفقراء. وأشار المصدر نفسه، الى أن زيارات الوزير لمستشفيات الشمال أحدثت استنفارا قويا داخل الإدارات والمندوبيات الإقليمية، لكن ذلك لم ينعكس على جودة الخدمات المقدمة، سوى بعض القرارات الترقيعية والمحاولات الفاشلة لإرضاء المواطنين، في غياب استراتيجيات واضحة للقطع مع الفوضى والعشوائية، والفشل الذريع في محاربة اللوبيات المتحكمة في المجال بطرق ملتوية. يذكر أن وزير الصحة وقع على قرار إعفاء مندوبة الصحة بالمضيق- الفنيدق، وتعويضها مؤقتا بأحد المسؤولين بالمندوبية، وذلك نتيجة الاختلالات التي وقف عليها والمشاكل التي أغرقت القطاع، في غياب تام للحلول والحوار مع النقابات وبحث السبل الممكنة لفك الاحتقان والاحتجاجات.