يواصل وزير الصحة، أنس الدكالي، إشهاره لقرارات إعفاء عدد من مسؤولي المديريات الجهوية والمندوبيات الإقليمية والمستشفيات، آخرها زلزال إداري حقيقي عاشه مستشفى محمد الخامس بصفرو يوم أول أمس الثلاثاء، عقب توصل المندوب الإقليمي عبد السلام البقالي، بقرار صادر عن وزير الصحة ورفيقه في حزب التقدم والاشتراكية، يقضي بإعفاء المدير العام للمستشفى الإقليمي، الطبيب عبد الحميد فضول، وذلك بعد مرور سنة ونصف على تعيينه بهذا المنصب. وفي هذا السياق، أوضح المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بصفرو، الدكتور عبد السلام البقالي في تصريح خص به” أخبار اليوم”، أنه “لا دخان بدون نار كما يقول المغاربة”، مشددا على أن قرار الإعفاء بحسب وزارة الصحة يرتبط بتقارير رفعت للوزير رصدت وجود اختلالات في تدبير مستشفى محمد الخامس بصفرو، والذي حاد عن أهداف المنظومة الصحية لتجويد الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين كما سطرتها رؤية 2025، فيما تحدثت تقارير أخرى عن فشل المدير في الانخراط الميداني لإنجاح عدة برامج صحية أقرتها الوزارة والمندوبية الإقليمية بصفرو، منها برنامج التنسيق ما بين المستشفى والمراكز الصحية للقرب من فئة “أ”، والتي ترنو تقريب الخدمات الصحية من المواطنين وتسهيل ولوجهم للعلاج، إضافة لما نسب للمدير المعفي بخصوص تعثر مخطط “مستشفى الغد”، ومواكبة الحملة الوطنية التي أطلقتها الوزارة لبلوغ صفر يوم والتقليص من المواعيد الطويلة للعمليات الجراحية، يورد المندوب الإقليمي للصحة بصفرو. وأضاف ذات المسؤول، بأن وزارة الصحة وقفت على تقارير همت علاقة مدير المستشفى الإقليمي المعفي من مهامه، مع الأطر الصحية بالمستشفى من أطباء وممرضين وتقنيين، ميزتها أجواء التشنج وعمليات شد الحبل بين الطرفين، مما أثر بالسلب على في التنسيق وتدبير التواصل بين العاملين لتجويد الخدمات الطبية، والتي يشكو من غيابها المرضى عبر شكايات وصلت لمكتب وزير الصحة أنس الدكالي، فيما لم يخف مندوب الصحة بصفرو، علاقة قرار الوزارة في حق مدير المستشفى، بملف الشواهد الطبية المزورة والتي كشفت عنها مؤخرا الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، سلمت لأربعة جزائريين اعتقل واحد منهم معية الحارس العام لمستشفى محمد الخامس بصفرو، والذي أدين ابتدائيا بشهرين نافذين، فيما حُكم على طبيب بنفس العقوبة موقوفة التنفيذ، حيث أوضح المندوب أن مدير المستشفى المعفي كان حين وقعت هذه الفضيحة في 2015، يشتغل كطبيب بنظام الحراسة بقسم المستعجلات. من جهتها، ربطت مصادر قريبة من الموضوع، قرار إعفاء وزير الصحة لمدير المستشفى بصفرو، بتقارير صادرة عن المديرية الجهوية للصحة بفاس، ومندوبتيها بصفرو، همت صفقات عمومية أبرمتها إدارة المستشفى مع شركة اقتنت منها معدات تقنية ومعلوماتية ولوازم المكتب والطباعة وغيرها، إضافة لعلاقة المدير بشركة الأمن الخاص للمستشفى، تورد مصادر الجريدة. وعلق الدكتور عبد الحميد فضول، مدير مستشفى صفرو المعفي من مهامه بقرار من وزير الصحة أنس الدكالي، في اتصال هاتفي أجرته معه “أخبار اليوم، قائلا “أجهل أسباب إعفائي والذي جاء مفاجئا لي، ولا أحد محليا أو مركزيا يريد إطلاعي على الأسباب، هذا قرار صادر عن وزير الصحة وما علي سوى احترامه والامتثال له”، فيما سارعت تنظيمات نقابية بقطاع الصحة بصفرو إلى إعلان تضامنها مع المدير المعفي، حيث عقد ممثلوها الغاضبون على طريقة إعفائه، اجتماعا تنسيقيا يوم أمس الأربعاء تمهيدا لإصدار بيان في الموضوع، بحسب ما كشف عنه للجريدة مصدر نقابي قريب من الموضوع. آخر الأخبار القادمة من صفرو، تفيد أن مدير المستشفى المعفي من مهامه، وعقب توقيعه يوم أول أمس الثلاثاء على استلامه لقرار وزير الصحة، طلب عطلة اضطرارية لمدة عشرة أيام قبل أن يعود لممارسة مهنته كطبيب بقسم المستعجلات، فيما كشف المندوب الإقليمي للصحة، عبد السلام البقالي، أنه كلف الدكتور كمال الينصلي، الطبيب الرئيسي لشبكة المؤسسات الصحية بإقليم صفرو، لشغل مهمة المدير بالنيابة للمستشفى الإقليمي محمد الخامس، في انتظار تعيين وزارة الصحة للمدير الجديد