والحج المبرور عند أهل العلم هو الذى لا يخالطه شيء من المأثم؛ وقيل: المبرور: المقبول. قالوا: ومن علامات قبول الحج، أن يرجع العبد خيراً مما كان، ولا يعاود المعاصي. فعلى هذا يكون " المبرور" من البِّر، والبِّر اسم جامع لكل خير. ويجوز أن يكون "المبرور" بمعنى الصادق الخالص لله تعالى . وعند القرطبي ، الحج المبرور "الذي وفِّيت أحكامه، ووقع موقعاً لما طُلب من المكلف على الوجه الأكمل" وللحج المبرور شروط خمسة: الأول: أن يكون الحج خالصًا لله تعالى. لقوله تعالى: "وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ" (البقرة). الثاني: أن يكون موافقًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم " لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ فَإِنِّى لاَ أَدْرِى لَعَلِّى لاَ أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِى هَذِهِ" (مسلم وأحمد) الثالث: أن يكون الحج بنفقة المال الحلال. وفي الحديث"إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا" رواه مسلم. الرابع: أن يكون خاليًا من الجدال والرفث والفسوق. " الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحج"(البقرة). والرفث : الجماع ودواعيه. والفسوق سواء كان في القول المحرم كالغيبة النميمة والكذب أو الفعل كالنظر إلى النساء وما أشبه ذلك. والجدال: المجادلة والمنازعة بين الناس في الحج والمشاحنة عند رمي الجمرات أو عند المطار أو ما أشبه ذلك . الخامس: أن يخلو من خوارم المروءة ويشتمل على مكارم الأخلاق ومحاسن العادات. ومن ذلك عدم الإيذاء بالمزاحمة؛ والإفساح للضعيف والمرأة ونحوه. وليس للحج المبرور من جزاء إلا الجنة كما في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم. سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا بر الْحَجِّ ؟ قَالَ: الْعَج، وَالثَّج.[مصنف ابن أبي شيبة]. والعج رفع الصوت بالتلبية والثج نحر الإبل وغيرها وأن يثج دمها وهو سيلان الدم فعلى هذا يكون معنى المبرور الذي قد أقيمت فروضه وسننه . وفي حديث جابر قيل: يا رسول الله ما بر الحج؟ قال: "إطعام الطعام وإفشاء السلام". والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الدكتور عبد الوهاب الأزدي مراكش