كان بودي أن تكون مقالتي هذه حاملة بين طياتها عبارات الشكر والامتنان للمنجزات التي تحققت أو التي عزمت مقاطعة ابن امسيك ومقاطعة سباتة، القيام بها، كما أنني كنت أتمنى أن أدرج الإصلاحات الهامة والجادة التي عرفتها شوارع وأحياء تراب العمالة زيادة على الاهتمام الخاص والمتزايد الذي أبداه مسؤولو هذه المجالس (ابن امسيك وسباتة) للسكان ولقضاياهم ومشاكلهم اليومية اللهم صباغة بعض الأرصفة باللون الأصفر والاعتناء بموتى الساكنة، وممكن اعتبار ما يقومون به على الساحة حملة انتخابية سابقة لأوانها وغيرها كثير من الأشياء التي باتت معروفة عند المسؤولين المختصين في رفع التقارير المخابراتية، في ظل دستور 2011 لازال الرؤساء يؤشرون على بونات المازوط واستخدام سيارات الجماعة للسفر على متنها رفقة العائلة يحدث هذا التسيب في تراب عمالة ابن امسيك التي تعج بالمئات من الجمعيات التي تدافع على الحكامة وإرشاد في الإنفاق ومشهود لأبناء منطقة ابن امسيك قديما (...) الانتصار لأنفسهم على الطواغيت والجبابرة فهل هزل الحال إلى هذا الحد من الخنوع والإنحناء؟ أم أن الزمن دار دورته التي وصلت إلى القول الكريم"...كما كنتم يولى عليكم". في هذا المقال، وللأسف الكبير أجدني مضطرا لانتقاد هذه المجالس التي ما إن تربع مسيروها على كراسي المسؤولية حتى نسوا أو تناسوا وعودهم المعسولة التي دخلوا بها الانتخابات وتنكروا لعهودهم ومواثيقهم إن كانت لديهم مواثيق فمنذ انقضاء الانتخابات الجماعية وتشكيل المجالس والمواطنون يترقبون ويتطلعون إلى المشاريع التي أدرجتها هذه المجالس في مخططاتها وجدول أعمالها وكذا الأسبقيات والأولويات التي علاها النسيان والإهمال إلى أن الجميع وأعني على الخصوص ساكنة ابن امسيك أصيبوا بخيبة أمل كبيرة وأحسوا أنهم كانوا ضحية لمزايدات وشعارات أملتها ضرورة وظروف الحملة الانتخابية فمنذ تكوين المجلسين إلى يومنا هذا لم نلاحظ أي تغيير في المظهر العام، كما أننا لم نعاين أي اهتمام بها إذ لازال الحال على ما هو عليه ولازالت أوضاع العمالة متردية ومشاكلها تتفاقم وتتزايد أكثر وتنعكس آثارها على الحياة اليومية للساكنة. لعل البعض يعتقد أني أتحامل ضد هذا أو ذاك أو أناصر فلانا على علان، أو أتعاطف مع هذا اللون على حساب الآخر لكن الواقع هو الذي يفرض نفسه ويدفعني إلى إثارة حقيقة ما تعانيه العمالة. لقد أكدنا في مقالات سابقة ولازلنا نؤكد على أن العمالة في حاجة ماسة لرجال غيورين عليها مدافعين عنها محبين لها مقدرين وواعين بمكانتها التاريخية والسياسية (ابن امسيك) ليرفعوا من شأنها وكذا شأن ساكنتها. إن التقصير الذي نؤاخذه على رؤساء مقاطعة ابن امسيك وسباتة والسيدة العامل، هو عدم اعتمادهم خطة واضحة المعالم ولا سياسة واقعية ولا مناهج تقويمية ولا يقدرون قيمة المسؤولية ولا الأمانة الكل إذن في فلكه يسبح، الساكنة في مشاكلها غارقة والرؤساء على كراسيهم ناعمون مستريحون والمتملقون من الكتيبين أصحاب المواقع يهللون العام زين...ما يحتاجه متتبعو الشأن المحلي بتراب عمالة ابن امسيك هو تعطيوهم التيساع فمصلحة الساكنة والسيدة العامل والموظفين بالعمالة والأجهزة الأمنية بكل أنواعها وأشكالها في وجود صحافة حقيقية و نقية وجريئة و غير مرتشية، ترافق خطواتهم، من يحب تراب عمالة ابن امسيك ودرس في مدارسها وترعرع بها لا يجب أن يتخصص في مدح السيدة العامل ومدير الديوان (رئيس قسم الأغراس) أو الأمن أو رؤساء المقاطعات ومنجزاتهم فقط (...)، من يحب تراب عمالة ابن امسيك وساكنتها يجب أيضا أن تكون له الجرأة لكي يقول الحقيقة وينتقد من استفادوا من شقق مخصصة للموظفين المعوزين الذين لا يملكون براكة فمابالك بشقة 50 متر، انتقدوا الموظفين الذين يملكون فيلات ومأذونيات ومحلات تجارية باسم المقربين انتقدوا من يساهم في اقتصاد الريع وبقوة... وللحديث بقية قد يطول الحديث ويتشعب إلا أني فضلت أن اقف عند هذا الحد لتكون هذه السطور بمثابة نظرة شمولية عن واقع تراب عمالة ابن امسيك الغير مشرف والغير طبيعي أملا أن نلتقي في مناسبات
قادمة وكلي رجاء في أن يحس أولو الأمر بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم ليتداركوا ما فاتهم من عمل وليؤكدوا عن حسن نواياهم وصدق أقوالهم...