أحب كريم غلاب رئيس مقاطعة سباتة أن يكون شعار مهرجان مقاطعته «ربيع سباتة» ولم يختر له عنوان خريف أو صيف «سباتة» فلربما، وهذا من باب التخمين, تكون حقول الصيف من ذهب، وتعمل آلة «الحصاد ليصبح ما تبقى من سيقان القمح في الأرض كبحر من ذهب تلتهمه الأبقار والأغنام في لذة عارمة» كما جاء بالصفحة 7 في راوية «أرض من ذهب» لعبد الكريم غلاب، عضو أكاديمية المملكة وليس رئيس المقاطعة الوزير. كريم غلاب اختار الربيع ولم يختر الصيف لأن مقاطعة سباتة تقع على ضفة شاطئ بحر كما ذهب إلى ذلك هو نفسه في ندوة صحفية نظمها بفندق شيراتون يوم أمس. نعم كريم معه الحق، فسكان سباتة يصاحبهم النحس على غرار سكان مقاطعة ابن امسيك، فهم لا يتوفرون على مسبح مغطى، ينتعشون بمائه الفاتر (يتشلبطون، ويتقلبون)، وإلى حين إفراج مجلس الجهة عن مشروع مسبح مغطى كان قد أدرجه ضمن مشاريعه المقترحة لفائدة ساكنة ابن امسيك، دون أن يرصد له سنتيما واحدا، قلنا إلى ذلك الحين فليرتقب السكان هذا الذي يأتي وقد لا يأتي. إذن كريم تهرب من جحيم «الصهد» وعانق الربيع. ولم يكن حلم تنظيم المهرجان وليد لحظة بقدر ما يمتد في الزمان كما كشف كريم عن ذلك في ندوته سالفة الذكر، وشرح وأسهب واستطرد في القول إن المشروع لم يكتب له الخروج في 2004 لاعتبارات مرتبطة بالمساطر المنظمة للميزانية وإكراهات الدعم، وتكررت الرغبة في سنة 2007 و2008 من طرف جمعيات المجتمع المدني، لكن غلاب أبى إلا أن يأخذ المهرجان طابعا احترافيا تسهر عليه شركة مختصة وبغلاف مالي محترم، وهو ما توفر الآن. وحين سألناه ألم يكن هناك طيلة هذا التاريخ من يمنح أو ينفق على المهرجان، جاء الجواب مواربا ولم يمس مربط الفرس: فكريم في حملة انتخابية دائمة وفي تواصل مع السكان، وعبر هذا التواصل تأكد له بالملموس أن الثقافة هي أولى أولويات السكان كما ذهب هو نفسه فيا سلام على سكان سباتة الذين يبحثون عن جديد الفلسفة والتاريخ والأدب والفن ولا توجد في جغرافيتهم الترابية إلا مكتبة واحدة لا يطوف بها أحد، ولا يخصص مجلس الجماعة ميزانية لشراء كتاب واحد. وكنا نتمنى أن يجيبنا غلاب حين أشرنا إلى ذلك وتساءلنا حول مصير مشروع مكتبة الجولان. كريم غلاب أوضح وأكد وشدد في ندوته الصحفية على أن نسبة الرجال في المقاطعة تناهز 49.8 بالمائة مقابل 50.2 بالمائة من النساء. هذه الساكنة معظمها من الشباب، حيث إن 28 % من السكان تقل أعمارهم عن 15 سنة وأكثر من 46 % لا تتجاوز أعمارهم ال24. فهنيئا مريئا لهؤلاء الشباب الذين هم في أعمار زهور الربيع أنعم عليهم رئيس مقاطعتهم الشاب هو أيضا بمهرجان ربيعي، فالطقس جميل والهواء بارد وأهل سباتة والسالمية بخير، و«الله ينجينا غير من بوطاغاز».