بعد أن مارس كريم غلاب، وزير النقل والتجهيز، هوايته في صالات رياضات فنون الحرب، في عز الصراع مع النقابات حول مشروع مدونة السير، القانون الذي أثار ضجة إعلامية في الوسطين السياسي والنقابي، انضم رئيس مقاطعة سباتة إلى ممارسي لعبة كرة القدم بعد أن آمن بشعبيتها وقدرتها على الاستقطاب. وأصر كريم غلاب على خوض مباراة استعراضية، جمعت قدماء لاعبي حي سباتة بفريق مكون من قدماء لاعبي الرجاء والوداد، على أرضية ملعب با امحمد، قبل أن يتم تسليمه من طرف شركة تيكنوفيا البرتغالية، والمختبر الفرنسي المكلف بتسليم تراخيص فتحه في وجه المباريات الرسمية والودية. وقال رئيس مجلس عمالة الدارالبيضاء، سعيد حسبان ل«المساء» إن ملعب سباتة لم يسلم بعد من طرف المختبر، بينما تساءل عضو في عصبة الدارالبيضاء عن سر فتح أبواب الملعب في وجه الوزير واستمرار إغلاقه في وجه ساكنة المنطقة، خاصة وأن فريق فتح سباتة الذي يمارس ضمن بطولة الهواة، يضطر إلى البحث في نهاية كل أسبوع عن فضاء لإجراء مبارياته الرسمية. وجاء إصرار غلاب على إجراء المباراة في ملعب لم تكتمل صيانة مرافقه بعد، لرغبته في مشاركة اللاعبين جزءا من أطوار المباراة الاستعراضية، التي تندرج في سياق مهرجان ربيع سباتة السالمية المنظم من طرف المقاطعة والذي اختتمت فعالياته يوم أمس. وشارك الوزير إلى جانب قدماء لاعبي سباتة، خلال 25 دقيقة فقط من الجولة الأولى، قبل أن يغادر الملعب وهو في حالة إنهاك، بل إنه قضى جزءا كبيرا في مصافحة المتفرجين وأخذ صور تذكارية مع مختلف مكونات المباراة بمن فيهم خصومه في المواجهة، وعلى الرغم من ضعف اللياقة البدنية للوزير، إلا أن فئة واسعة من المتفرجين كانت تطالب اللاعبين بإمداده بالكرات، حتى يتسنى لهم الحكم على مهاراته في «المراوغة». ولم تخل المباراة، التي انتهت لصالح قدماء سباتة، من بعض المواقف الطريفة، كمنح البدل الرياضية المخصصة للفريقين لقدماء الوداد والرجاء، وعدم استفادة المحليين منها، ثم التعاليق التي كان يرسلها بعض المتفرجين، وهم في الغالب من السائقين الغاضبين من مدونة الوزير، إذ طالبوه بالحذر كلما اصطدم بلاعب آخر مع تذكيره بالإجراءات الزجرية لمخالفات قانون السير.