ارتأينا في هذا العدد أن تسلط الأضواء ونقرب الرأي العام من المشهد السياسي المغربي طارقين بذلك أبواب حزب النهضة والفضيلة ذو المرجعية الإسلامية في شخص ممثلها الأمين العام الأستاذ محمدين خاليدي وأجرينا معه هذا الحوار . س: ماهو موقع الحزب في المشهد السياسي المغربي؟ ج: بسم الله الرحمن الرحيم أولا نشكر صحافتكم على الاهتمام بحزبنا ذو المرجعية الإسلامي التي تلاءم الثقافة المغربية ويعتمد عليها في منهجه السياسي كما انه مكملا لحزب الحركة الشعبية الدستورية التي أسسها المرحوم عبد الكريم الخطيب و نحن كحزب لا نحتكر المرجعية الإسلامية كما أننا نشئنا في إطار التعددية الحزبية التي يعرفها المغرب وحزبنا ينهج الوسطية في عمله داخل المؤسسة الشرعية.
س: أنتم قد طرحتم في برنامجكم الانتخابي في السنة الماضية تخصيص كوطة للعلماء و فجأة يتم التحفظ على هذا المقترح ج: إن الدستور المغربي ينص على إمارة المؤمنين والبيعة باعتبار أن الشريعة الإسلامية مصدر التشريع في المغرب مع أن مقترحنا جاء منسجما مع روح الانفتاح والتطور والوسطية ونحن لسنا متشددين بقدر ما نحن نؤيد إدخال الدين في العمل السياسي علما انه قد خلق هذا المقترح ضجة سياسية داخل البرلمان ومنع العالم الزمزمي مناقشة هذا المقترح داخل اللجان مما أصبح الزمرمي معزول داخل البرلمان س:هناك من يقول أن هذا الاقتراح يريد أن يحول العلماء إلى علماء مخز نيين ج: إن الزمزمي كعالم متطلع في الدين من حقه أن يعبر عن أفكاره ويدلي برأيه في إطار المنهج الديني وقد كان هناك اختلافات في وجهات النظر وهناك من رأى انه طرح لمشروع إسلامي س: ماهي التصورات التي خرجتم بها عن حزب العدالة والتنمية ج: نحن نؤمن بالتعددية الحزبية وكل حزب له الحق في التعبير عن أفكاره كما ندافع عن أي شيء يمس الإسلام في الصميم كما أن نصرتنا للامازيغية بمثابة مكون ثقافي مهم للمغرب ونعارض استغلال الامازيغية كضرب الإسلام لأن أصل المشكل ثقافي ونريدها مشروع ثقافي كبير للتطوير نحو المستقبل والانصهار داخل بوتقة واحدة تجمع العرب والامازيغ في إطار منهج موحد يصب في الصالح العام. س: ما رأيكم في الوضع السياسي الحالي المتسم بالجمود وتحركات صاحب الجلالة عبر الوطن ج: جلالة الملك جاء بفكر جديد وحرك الوضع السياسي وفتح الاوراش المختلفة وتكريس ثقافة التغيير وثقافة المراقبة للعمل الحكومي ووضع حد لثقافة نهب المال العام ومحاسب المسئولين س: ماهي الحلول المقترحة من طرفكم لو كنتم في المعارضة؟ ج: نحن ندافع عن العدالة الاجتماعية ونطرحها كمشروع حضاري مستند من المرجعية الإسلامية فالاجتهاد المغربي يمر بأزمة كبيرة ولنا السلف الصالح أمثلة لمواجهة الأزمة فالخليفة أبو بكر الصديق منع من التجارة عندما عين خليفة على المسلمين كما أن مبدأ الشورى مهم لتلقيح الديمقراطية وتطويرها لتكون إطارا للحكم الراشد مع وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ونتمنى من حزب العدالة والتنمية أن يتبنى هذا الخيار كقطب من أقطاب المعارضة التي تحمل لوائه.
س: ماهي الرسالة التي توجهها للمواطن المغربي ج: المغرب له تاريخ عريق ومستقر كما أن له أعداء ويجب علينا كمسئولين في الأحزاب السياسية لان أصل المشكل الأخلاق والسلوك، والمواطن المغربي عليه أن يشارك في تدبير الشأن العام كما نجدد الشكر لصحافة جريدة الجسور التي تلعب دور مهم في تنوير الرأي العام وبناء مغرب حقيقي وعصري.