في الصورةعبد الباري الزمزمي أثارت دعوة حزب النهضة والفضيلة لانتخاب فقهاء لشغل مناصب سياسية في مجلس النواب جدلا ساخنا حول دورهم السياسي. ودعت وثيقة وزّعها الحزب خلال اجتماعه في بداية الشهر الجاري منحعلماء الدين "حصة في البرلمان مثل الحصة المخصصة للمرأة". ولم يتحدث جميع العلماء الحاضرين في الاجتماع بما يؤيد المقترح. ومن بين الفقهاء الحاضرين في المناقشات ابراهيم كمال ومحمد زُحل الذين يُعتبران من مؤسسي حركة الشبيبة الإسلامية التي قامت في المغرب في مطلع السبعينات. قال زُحل "لقد تفاجأت لسماع مثل هذا المقترح لأنني أشعر أن العلماء ينبغي أن يلتمسوا نفس الطريق للوصول إلى البرلمان كغيرهم". من جهته أيد إبراهيم كمال مقترححزب النهضة والفضيلةموضحا ان"العلماء كانوا ولا يزالوا بمثابة مرشدين للناس وعليهم تحمل مسؤوليتهم في الاضطلاع بدور في الشؤون العامة". وأوضح الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة محمد الخاليدي سبب دعوة حزبه هذه قائلا" ما نريده هو تدريب العلماء وتشجيعهم على تقلد مهام في الشؤون العامة ، وفتح النقاش حول هذه المسألة ،سنقوم بعد ذلك بتنظيم مؤتمر وطني بشأن الموضوع حيث سندعو له بعض الباحثين وصناع القرار والعلماء وغيرهم". وقال الحزب في منشوراته إن "العلماء عليهم لعب دورهم الكامل بإبراز رأي الإسلام الحقيقي الذي يدعو للتسامح ويرفض كافة أشكال العنف مهما كانت الأسباب". وأبدى مناصروالعلمانية في المغربموقفهمالمعارض من هذا المقترح ، وذكرتخديجة الرويسي رئيسة جمعية بيت الحكمة "لدينا ما يكفي من التعقيدات التي تحجب الرؤية عن الخط الفاصل بين السياسة والدين ،فلا داعي حقا لإضافة المزيد من التعقيد، ينبغي علينا بدل ذلك استهداف الفصل بين الشؤون السياسية والدينية". وتابعت الرويسيقائلة "إذا تم تخصيص حصة للعلماء في البرلمان يجب أن نتوقع قيام العلماء بتحريم خطابة المرأة أمام الجمهور لأن ذلك محرم في الشريعة الإسلامية، أظن أن إمارة المؤمنين كافية وإحداث الارتباك بين السياسة والدين لن يأتي إلا بما لا يُحمد عقباهفي مستقبل المغرب". أما لحسن الداودي عن حزب العدالة والتنمية فعبّر عن معارضته للمقترح. وقال إن على العلماء أن يلتزموا الحياد ويتفادوا حمل الصفات السياسية. وصرّح "العلماء مثل المساجد: ينتمون لجميع المسلمين. وفضلا عن ذلك إذا تقلد العلماء مناصب برلمانية فهذا يشكل خطر إحداث المشاكل بينهم وبين الشعب لأن الجمهور سيسألهم دائما عن حلول لمشكلاتهم". يذكر أن حزب النهضة والفضيلة تأسس في أواخر 2005، وشارك في الانتخابات التشريعية الأخيرة في شتنبر الماضي، وفشل أمينه العام محمد الخاليدي في الحصول على مقعد في مجلس النواب ، بينما حازالخطيب "المثير للجدل"عبد الباري الزمزمي علىالمقعد الوحيد لحزب النهضة والفضيلة فيمجلس النواب، وينص الميثاق التأسيسي للحزب على أن "حزب النهضة والفضيلة حزب وطني ذو مرجعية إسلامية تستند على مشروع رؤية تستدعي أسئلة العصر".