حج آلاف المواطنين صباح اليوم الأحد لمدينة الدارالبيضاء تلبية لنداء الحرية الصادر عن مسيرة القدس العالمية التي دعت له الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، ومجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين لتخليد ذكرى يوم الأرض الفلسطيني الموافق ل 30 مارس من كل سنة، المسيرة التي جاءت تزامنا مع المئات من نظيراتها في مختلف بقاع العالم فيما سمي بالمسيرة العالمية نحو القدس، عرفت مشاركة واسعة وتجاوبا كبيرا من طرف ساكنة الدارالبيضاء و المدن المغربية الأخرى، للتأكيد على رمزية القضية الفلسطينية وقد انطلقت هذه المسيرة على الساعة العاشرة صباحا من تقاطع شارع "ابوشعيب الدكالي" و شارع "محمد السادس" بالبيضاء، وهو ما يفسر تجدر القضية الفلسطينية في وجدان المغاربة وارتباطهم التاريخي بها، كما أن من شأن هذه المسيرات الشعبية المناصرة لقضايا الأمة أن تحرك الماء الراكد في القضية الفلسطينية وتضع الجميع أمام مسؤولياته، مادام التوجه الشعبي واضحا. وجدير بالذكر انه مند 36 عاما و الفلسطينيون يحيون واحدة من ذكرى أيامهم الدامية مع إسرائيل دالك هو "يوم الأرض" الذي قضى فيه ستة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال لما تظاهروا احتجاجا على مصادرة أراضيهم غير أن ذكرى هذا العام مختلفة عن سابقاتها من حيث النطاق الجغرافي والحضور الإعلامي وهي و إن كانت تذكر بمسيرات ذكرى النكبة لعام 2011 فإنها تثير تساؤلات لحضور القضية الفلسطينية في زمن الربيع العربي. تظاهرة حاشدة أكد المشاركون من خلالها أن القضية الفلسطينية هي قضية عالمية، يحملها احرار العالم، وان الالة العسكرية والغطرسة الاسرائيلية لن تبقى هي صاحبة القرار في صنع المستقبل للمنطقة، وان ارادة الشعوب هي اقوى من جميع قوى البطشوالعدوان، وان الاحتلال الى زوال مهما طال امده. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية و المغربية تحت شعار "أرضكم قضيتنا" تحفيزاللشعب الفلسطيني على مواصلة نضاله وحشد الدعم والتضامن العالمي معه، لتحقيق مشروعه المتمثل في حقه في تقرير مصيره والعودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وركز متحدثون "خلال كلمات ألقيت في التظاهرة" على رمزية يوم الأرض ودوره في تحفيز الشعب الفلسطيني و أن سياسة القمع التي تنتهجها إسرائيل لا تمثل حلا للنزاعالفلسطيني الإسرائيلي، مشدديين على أن الحل الوحيد يتمثل في التسوية السياسية القائمة على مبادئ الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة ومبدأ الأرض مقابل السلام. وأكدوا أن الدافع لتنظيم المسيرة هو ما تتعرض له مدينة القدس من تهويد متواصل واعتداءات إسرائيلية طالت الأرض والسكان والمقدسات، والتهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، وهو يوم ينضاف الى سلسلة أخرى من الفعاليات التي تهدف إلى مناصرة القضية الفلسطينية مثل"أسطول الحرية" وأسبوع الفصل العنصري، ومقاومة تهويد القدس، وما يعرف من انتهاك إسرائيل يوميا لحقوق الإنسان في فلسطين، وقهرها للبشر وسرقتها للأراضي وتدميرها للمنازل وقلعها للأشجار. كما أكدوا أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في القدس هي ممارسات عنصرية، مطالبينالحكومات العربية بالانتصار للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، و التركيز على أهميةمتابعة المشوار النضالي والتمسك بحق العودة مشيرين أن الاحتلال سيزول يوما ما تحت وطأة ضغوط المطالبين بحقوقهم. وأشار عدد من المسؤولين في تصريحات من داخل المسيرة إلى أن المغرب سبق أن حذر من خطورة استمرار الوضع القائم دون أفق سياسي ملموس للتسوية، وهو ما يضاعف من احتمالات تدهور الموقف في المرحلة المقبلة، مشددين على أن التوصل إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية يعد أحد مرتكزات سياسة المغرب الخارجية، و أن إحياء يوم الأرض يشكل تذكرة لجميع الأطراف بضرورة العمل الجاد والسريع من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. كما أكد عدد من الناشطين الحقوقيون على مكانة الأرض الفلسطينية في ظل تواصلالاستيطان والتهويد ومصادرة الأراضي، داعين الى الإسراع بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني لمجابهة الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه التوسعية والتهويدية بحق الأرض والشعب والهوية الوطنية الفلسطينية، و أن ذكرى يوم الأرض صرخة شعبية للضمير العربي والإسلامي والدولي لضرورة التحرك لنصرة القدس و انقاده من براثن الاحتلال والاستيطان.