شارك آلاف المغاربة٬ يوم الأحد بالدار البيضاء٬ في "مسيرة الشعب المغربي من أجل القدس" التي دعت إليها مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني. وقد عرفت هذه المسيرة الضخمة مشاركة مسؤولين حكوميين٬ وفي مقدمتهم رئيس الحكومة السيد عبد الإله ابن كيران٬ وزعماء الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية وممثلي جمعيات المجتمع المدني٬ للتنديد بالجرائم التي ترتكبها اسرائيل في حق الشعب الفلسطيني٬ وهدم بيوت المقدسيين٬ وإنشاء المستوطنات وتهويد القدس الشريف وطمس معالمه التاريخية. وردد المتظاهرون٬ الذين رفعوا الأعلام الوطنية والفلسطينية٬ كما ارتدى عدد منهم الكوفية الفلسطينية٬ شعارات تندد بالمخططات الاسرائيلية الرامية إلى هدم وطمس الخصائص الحضارية والثقافية للمدينة المقدسة. وذكر رئيس مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين السيد خالد السفياني٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن هذا اليوم يكتسي أهمية بالغة بالنسبة للشعب المغربي٬ الذي أبان مرة أخرى أنه منخرط في الكفاح من أجل تحرير القدس الشريف وفلسطين ، مضيفا أن الشعب المغربي برهن٬ ليس فقط على أنه متضامن٬ وإنما ملتزم بالإجماع وبكافة مكوناته بكفاح الشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه المشروعة ورفع المعاناة التي يتكبدها٬ مذكرا أن "للمغاربة أحياءهم بالقدس". أما رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني السيد محمد بنجلون الأندلسي٬ فقد أكد أن هذه المسيرة تحمل رسالة ذات دلالة تفيد أن الشعب المغربي لا يقف مكتوف الأيدي أمام المحاولات الإسرائيلية لتهويد القدس ، مضيفا أن هذه المسيرة تعد جزءا من الحركة العالمية من أجل القدس٬ والتي انطلقت ابتداء من 30 مارس بمناسبة يوم الأرض٬ من أجل المطالبة بوقف عمليات التهويد التي تتعرض لها المدينة المقدسة٬ ومحو جميع المعالم المسيحية والإسلامية٬ وكذا المعالم الثقافية بما فيها أسماء الشوارع٬ ووضع العالم من خلال ذلك أمام الأمر الواقع للاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل. وأكد سفير فلسطين بالمغرب، السيد أحمد حسن صبح، بهذه المناسبة أن هذه المسيرة الشعبية تؤكد مرة أخرى مساندة المغاربة للشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية٬ وفي مقدمتها القدس الشريف مبرزا أن المغرب عرف تنظيم العديد من التظاهرات والمسيرات لنصرة القضية الفلسطينية على غرار هذه المسيرة الضخمة التي تشارك فيها كافة الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات الحقوقية والمدنية ومختلف أفراد المجتمع المغربي. من جهته٬ ذكر السيد مصطفى الرميد٬ عن حزب العدالة والتنمية٬ أن "المسيرات التي نظمها المغرب لدعم القضية الفلسطينية كانت دائما جياشة وقوية"٬ مشيرا إلى أن كل ما يصيب الشعب الفلسطيني يؤلم الشعب المغربي. واعتبرت السيدة أم البنين لحلو٬ عن حزب الاتحاد الدستوري٬ أن هذه المسيرة٬ التي هي بمثابة واجب وطني ودولي في نفس الوقت٬ صرخة ضد المأساة الإنسانية التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني ، مضيفة أن مشاركة المغاربة في هذه المسيرة تهدف إلى التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في الحياة والعيش الكريم٬ وكذا حقه في الحرية والاستقلال٬ مشددة على ضرورة فك الحصار عن الشعب الفلسطيني الأعزل٬ والتوقف عن تهويد القدس والأراضي الفلسطينية. ومن جهته٬ أكد السيد حميد شباط رئيس الاتحاد العام للشغالين بالمغرب أن هذه المسيرة تمثل مناسبة لكافة الشرائح المغربية للتعبير عن تضامنها ومساندتها للشعب الفلسطيني في قضيته العادلة٬ وفي نضاله المشروع ضد سياسة القمع والاحتلال الاسرائيلي.