وجدة : سعيد سونا محمد الوفا: كل الوزراء الذين سبقوني خارجين عن القانون محمد الوفا يخاطب العلامة مصطفى بن حمزة : "هل خشيت على نفسك من أن تفقد الوضوء" بعدما طالبه برفع الجلسة حتى يتمكن الحاضرون من الوضوء وتأدية صلاة الجمعة. يبدوا أن عبد الإلاه بن كيران سيفقد الكثير من بريقه هاته الأيام ليس بسبب انفراط عقد أغلبيته الحكومية، ولكنه سيواجه موهبة فكاهية وخصما قويا سينافسه في قفاشاته وشطحاته، التي تخرج عن كاريزما المسؤول وتحاكي الحكاوتيين بجامع الفنا وباب بوجلود وغيرها من الأمكنة الحصينة لتجار الضحك. الحدث هو الزوبعة التي خلفها وراءه وزير التربية الوطنية والتعليم محمد الوفا، قبل وأثناء وبعد انتهاء أشغال المجلس الإداري لأكاديمية الجهة الشرقية أمس الجمعة 23 مارس، بمقردار الطالبة . بعدما فتح النار على الجميع، واستهزئ بالبعض، وتسبب في انسحاب البعض الأخر، وسط احتقان كل الفاعليين، من رجال الصحافة، وأسرة التعليم ، وجمعية أباء وأولياء التلاميذ، والأعضاء المنتخبين بالمجلس الإداري لأكاديمية المنطقة الشرقية ... الطلقة الأولى كانت على أحد أهم مضامين الدستور الذي ينص على الحق في الوصول إلى المعلومة، لتكريس مبدأ الشفافية والتصاق الإدارة مع المواطنين، لكن السيد الوزير قام بمنع الصحافيين من حضور أشغال هذا الإجتماع ،في تفسير زمزمي لبنود الدستور"على وزن عالم فقه النوازل عبدالباري الزمزمي ". لكن التصريح الخطير الذي ستكون له تبعات سياسية وخيمة هواتهام محمد الوفا كل الوزراء الذين سبقوه في التناوب على حقيبة التربية الوطنية والتعليم، بالخارجين عن القانون وأنه جاء لتصحيح الوضع، وخصوصا أنهم كانوا يسمحون بحضور رجال الإعلام لأشغال المجالس الإدارية للتعليم، مما أثار حفيظة رجال الصحافة بكل مشاربها، وهو يتفوه بهذا الكلام قبل دخوله قاعة الإجتماع ، في وجههم بعدما تم اسفساره من طرف السيد مصطفى قشنني الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة، ومجموعة من الصحفيين الذين وجهوه بشعارات جعلت سمات التوتر تطبع تحركاته ومن الشعارات التي رفعت : الوزير مالك مخلوع المعلومة حق مشروع هذا عار هذا عار المعلومة في خطار وجملة من الشعارات التي عكست الإهانة التي أحس بها رجال الصحافة، من غنجهية الوزير التي ضربت كل المكتسبات التي تحققت في الميدان الإعلامي، وهو تصرف يمثل ردة وسيناريو نكوسي عن المكتسبات التي تحققت في ميدان حرية التعبير، كما جاء على لسان الطاقم الصحفي الموجود في عين المكان، ومن المنتظر أن يصدر بلاغ من طرف الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، بشأن هذا الحدث الذي لايتماشى مع خطابات الحكومة الحالية في مايخص المشروع الإعلام النهضوي لوزير الإتصال في هذا المجال، بل أن الأمر تعدى كل هاته المستويات ليصل إلى خرق واضح وجلي لمضامين الدستور. أما المفاجأة الكبرى التي فجرها وزير التربية الوطنية، هي الطرقة الغريبة التي نهجها في تسيير أشغال المجلس الإداري لأكاديمية المنطقة الشرقية حسب مصادرنا من داخل الإجتماع، حيث العنف اللفظي، والتهكم وممارسة الدكتاتورية في أبهى حللها لأخراس كل المتدخلين، .بل أن الأمر وصل به حد إصدار فتاوي دينية في رحبة اجتماع إداري. ولكي يكتمل سيناريو هذا الفيلم الهتشكوكي ، وعلى وقع صدمة كل الحاضرين وحتى يفهم الكل أن السيد الوفا يريد أن يقول : أنا الزعيم وما الزعيم إلا أنا ... وعندما اعتذر منه العلامة مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي لمدينة وجدة، وعضو المجلس الأعلى، بضرورة رفع الجلسة ليفسح المجال للناس للوضوء وأداء الصلاة، كان جواب الوزير غايتا في الإستخفاف والتهكم بالعلامة مصطفى بنحمزة ، مخاطبا إياه وبدون أية غضاضة : هل تريد رفع الجلسة حتى لاتفقد الوضوء . لكن السيد بنحمزة التزم الصمت بحكمة العقلاء ، رغم أنه رجل دين وله من الأدلة والقرائن مايلجم الوزير عن التوقف عن عبثه. وقبل رفع الجلسة للصلاة خاطب الوزير جمع الحاضرين بأنه لن يصلي لأنه في حالة سفر، رغم أن أحد المهتمين ممن حضروا بأمور الدين ، عبر على أن الوزير محمد الوفا لايليق بهاته الوزارة وإنه إن كانت الحكومة قد عبرت من قبل على أنها في طريقها لإستدراك الأمر بالنسبة لغياب العنصر النسوي على التشكيلة الحكومية الجديدة ، فإنه محمد الوفا قدم هديتا للحكومة لإقالته من منصبه لعدم احترامه للدستور الذي صوت عليه المغاربة وتعويضه بامرأة على رأس هذا القطاع ، كما أنه احتقر الإدارة المغربية، ورجال التعليم ،واستخف بالدين وبرجاله . أما بخصوص الجدل حول صلاة الجمعة، فعلى بن كيران كما جاء على لسان مصادرنا أن يلغي الإجتماعات الإدارية صبيحة الجمعة لحرمة هذااليوم وأن أيام الله واسعة ، وأضاف أنه لم يكن الضروري أن يبلغ الوزيرالحضور، وكأنه في حالة سكر طافح بأنه لن يصلي لأنه في حالة سفر، فهذا أمر بينه وبين ربه لادخل للحضور به سوى أن الوزير أبى إلا أن يستمر في استفزاز الحضور ، وأضاف مصدرنا أنه لاترفع عليه الصلاة لأنه غير مسافر من ماله الخاص، كما أن سفره لم يكن متعبا لأنه جاء على متن طائرة وعلى حساب المال العام . وبعد استئناف الإجتماع بعد صلاة الجمعة، طالب أحد الأعضاء المنتخبين في المجلس الإداري بأخد نقطة نظام، فأجابه الوزير: "خليني نكون زوين معاكم ولاغادي نولي خايب " وهو الأمر الذي أدى إلى انسحاب الأعضاء المنتخبين في المجلس الإداري لأكاديمية المنطقة الشرقية، ليرفع هذا الإجتماع الذي سيكون له مابعده ، وخاصة أن الوزير لم يحترم مقامه ووظيفته التي تقتظي التسيير العقلاني لهاته الإجتماعات، مستحضرا روح الدستور والقوانين المنظمة في مثل هكذا اجتماعات، والحرص على رأب الصدع بدل صنع البلبلة، وإعطاء نظرة سوداوية على المرحلة التي تروم إلى تأسيس تعاقد جديد يجعل الدولة في خدمة المجتمع. وقد تم توزيع بيان من طرف كل الفاعلين بمن فيهم رجال التعليم مطالبين رئيس الحكومة بتصحيح الوضع ، مؤكدين عزمهم على مقاطعة كل الأنشطة التي تنظمها الوزارة والأكاديمية وأي اجتماع يخص ميدان التعليم. وحري بالذكر أن الدبلوماسي السابق محمد الوفا، افتقد لكل شروط الدبلوماسية واللباقة ، في مخاطبة الأخرين ، رغم أن الكل كان ينتظر أن خبرته الدبلوماسية ستعطي الإظافة لقطاع التعليم، الذي يحتاج للكثير من الكياسة وثقافة الإنصات للأخر، وإيجاد مقاربة سليمة لمعاجة مشاكل قطاع التعليم الذي جعلته الحكومة الحالية في صدارة أولويتها.