غادرت السيدة واسو السعدية الحياة بعد معاناة كبيرة وسط حصار الثلوج بآيت عبدي بأزيلال، والتي منعتها من الوصول لأقرب مستشفى بعد نقلها ساعات على نعش محمول . ولم يجد السكان من حل أمام الحصار الشديد للثلوج، وأمام انعدام التواصل مع العالم الخارجي، سوى محاولة نقل المريضة على نعش محمول قبل أن يستسلموا وتفارق بعدها الحياة مخلفة حالة من الغضب وسط سكان تيغانيمين بآيت عبدي بأزيلال. وتعيش منطقة آيت عبدي، إحدى أكبر المناطق المتضررة من التساقطات الثلجية الأخيرةبالمغرب، وسط عزلة قاتلة بأعالي الجبال، إذ يصعب عليهم التواصل مع العالم الخارجي بسبب استحالة الاتصال الهاتفي بالمسؤولين، واستحالة وصول أي وسيلة نقل للمنطقة التي غطتها الثلوج بالكامل، في الوقت الذي يبعد فيه أقرب مستشفى عن المنطقة بأكثر من ثلاث ساعات لكن حصار الثلوج جعل الخروج من دوار تيغانيمين مرادفا لموت جماعي . وحاول السكان إزاحة الثلوج عن بعض الطرقات، وتبين معالم المقبرة لدفن السيدة التي كانت مصابة بداء السل وأمراض نتيجة البرد الشديد الذي يصل إلى 15 درجة تحت الصفر في ارتفاع يتجاوز 2400 متر عن سطح البحر .