راسل وزير النقل الفرنسي نظيره المغربي بخصوص الوضعية المزرية التي يعيشها ضباط وبحارة مغاربة على متن بواخر شركتي "كوماناف" و"كوماريت" الموضوعة تحت الحجز التحفظي بمدينة "سيت" الفرنسية. وعلمت "الصباح" أن الوزير الفرنسي مستاء من الوضعية اللاإنسانية التي يعيشها المغاربة على متن هذه البواخر، إذ نفذ منها مخزون البنزين، وهو ما يعني أنه أصبح مستحيلا على طاقمها والمستخدمين المعتصمين فيها الحصول على مياه ساخنة داخل البواخر أو توفير مياه الشرب، كما أن نوعية الطعام أصبحت رديئة جدا. وعلى خلفية الوضعية اللاإنسانية نفسها، تدخل نادي البحارة العالمي لمساعدة الضباط والبحارة المغاربة بفتح أبوابه أمامهم لاستغلال حماماته وجميع مرافقه الصحية والاستفادة من وجبات غذائية في انتظار فك اعتصامهم داخل البواخر وحل مشكلتهم الاجتماعية مع مسؤوليها. من جهتها، تقدمت نقابات دولية لعمال النقل البحري إلى السلطات الفرنسية بشكاية تطالب فيها بالضغط من أجل تسوية الملفات الاجتماعية، ومساعدة البحارة والضباط، كما هددت بعدم السماح بعرض البواخر في المزاد العلني إذا لم تسو وضعية المستخدمين أولا، مؤكدة أنها ستنزل بكل قوتها لمنع عملية البيع في المزاد العلني قبل حل مشكل الأجور ومستحقات وتعويضات المستخدمين. ورفضت النقابات المغربية من جهتها وضع أي شكاية باسمهم بشكل رسمي لدى المحاكم المغربية أو الفرنسية، لأن القانون الدولي الذي ينظم الملاحة البحرية، يفرض على المشتكين إخلاء البواخر في حال لجأ المستخدمون إلى القضاء، وانتظار النطق بالحكم، وهو ما يرفضه المستخدمون المغاربة، إذ يفضلون الاستمرار في الاعتصام داخل البواخر على اللجوء إلى المحاكم. وفي سياق الأزمة الاجتماعية نفسها، أمنت مصالح ولاية طنجة ليومين متتاليين المبيت لضباط وبحارة وفندقيين تابعين إلى شركة "كوماناف" وفدوا على المدينة من أجل الاعتصام بمقر الشركة، إلا أن الكاتب العام للولاية نفسها نجح في إقناعهم بعدم المبيت في مقر الشركة، مراعاة لما أسماه "الظرفية الراهنة" والاحتجاجات التي تعتزم حركة 20 فبراير القيام بها بمناسبة ذكراها الأولى. واستجاب المحتجون لطلب المسؤول مقابل ضمان عقد اجتماع عاجل للجنة المصالحة يتوقع أن يكون انعقد زوال أمس (الجمعة) بمقر الولاية، بحضور ممثلي الصناديق الاجتماعية ومندوبي وزارتي التشغيل والمالية، وهم المسؤولون الذي ألح الممثلون النقابيون للمستخدمين على ضرورة حضورهم الاجتماع والتزم الكاتب العام بالوفاء بذلك مقابل إخلاء مقر الشركة ليلا والمبيت في مركز مخصص لقوات التدخل السريع، ونقلهم على نفقة الولاية على متن حافلات صباحا إلى مكان اعتصامهم من جديد. للإشارة، فإن جميع مستخدمي البواخر المتوقفة عن العمل التابعة إلى شركتي "كوماناف" و"كوماريت" لم يتقاضوا أجورهم منذ اشهر ويعيشون وضعية مزرية، خاصة أولئك الذين حجزت البنوك بيوتهم لعجزهم عن أداء أقساط شرائها. ضحى زين الدين