مرة أخرى يسقط القناع عن منظومة رعاية الطفولة والأسرة سواء الممؤسسة في إطار مؤسسات الدولة أو تلك المنخرطة في النسيج الجمعوي من جمعيات ومنتديات ذات الصلة بأوضاع الأم والطفل بالمغرب.مرة أخرى تتراكم اكراهات الذل والهوان على أمهات لاذنب لهن سوى كونهن ضحايا إهمال أزواج لأسرهم وفلذات أكبادهم في غياب أية مواكبة اجتماعية أو مساعدة آنية. السيدة فاطمة مازوز مواطنة مغربية متزوجة وأم لطفلين احدهما ذكر وعمره سنة ونصف معوق ذهنيا وخاضع لثلاث عمليات جراحية على مستوى الرأس حظها العاثر ساقها للزواج بشاب فقير وللأسف وهي أصلا فقيرة من المغرب العميق .ولأنها فقيرة لا تستطيع تدبير مصاريف إطعام وعلاج ابنها المعوق اتصلت بجريدة الجسور بوجدة لآجل مساعدتها لإيداع ابنها بمصلحة الأطفال المتخلى عنهم بمستشفى الفارابي وهو الأمر الذي استجابت له الجريدة مادام مطلبا مشروعا حيث أوفدت معها مشرفة اجتماعية تابعة للجريدة وقامتا بجميع الإجراءات الواجب اتخاذها في مثل هده الحالات..إلا أن هده المساعي ارتطمت بصخرة البيروقراطية التي لازالت تسم الإدارة المغربية…فبعد تعليمات مؤسسة النيابة العامة للشرطة بخصوص هده الحالة مند أكثر من أسبوع….لازالت هده المواطنة تنتظر بحث الشرطة لكي تتمكن من إيداع ابنها بمصلحة الأطفال المتخلى عنهم وقد أنهكها الفقر والعوز وقلة ذات اليد…ولان ضغط الفقر والإملاق كان قويا فقد فجرت الأم المعوزة هوامش الضغط باتخاذ قرار ترك الطفل بمقر الجريدة لتتدبر أمره ….لأنها لم تعد قادرة على تحمل معاناة ابنها ومرضه…. وفي انتظار بزوغ بحث الشرطة… اخدت الجريدة على عاتقها مأمورية تكفل وإيواء الأم وابنها