تعمل رابطة التعليم الخصوصي على توزيع ألبسة على التلاميذ المتمدرسين بالعالم القروي كلما سنحت لها الفرصة بذلك . كان الدور هذه السنة على ناحية مستفركي التي استفاد تلامذتها من هذه المساعدة الرمزية ولكنها معبرة عن مؤازرة التلاميذ لبعضهم البعض. في هذا الإطار أشرف السيد مدير الأكاديمية للجهة الشرقية والسيد النائب الإقليمي لنيابة وجدة أنجاد يوم الجمعة 27 دجنبر 2013 على توزيع الألبسة على تلاميذ مستفركي. ومساهمة من الرابطة في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة اجتماعيا, وبتنسيق مع جمعية ابن خلدون لذوي الاحتياجات الخاصة ,أشرف السيد النائب الإقليمي لنيابة وجدة أنجاد الذي رافقه وفد من رؤساء المصالح وموظفين من النيابة, على توزيع ألبسة على التلاميذ الصم الذين التحقوا هذه السنة بمؤسسة للأمينة على أساس دمجهم في التعليم العمومي , في إطار إجبارية التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة وحقهم في التمدرس الرسمي ودمجهم داخل المؤسسات العمومية ( مبادرة سأغطي مستقبلا الكثير من وقائعها التي إن شاء الله تعالى ستحقق لهذه الفئات دمجا يليق بحاجياتهم) , وبحضور أولياء التلاميذ الصم , أقيم حفل بهذه المناسبة يوم الجمعة 27 دجنبر 2013 مساء . في بداية هذا الحفل قدم التلاميذ بعض الملامح مما تلقوه من أستاذاتهم , بتلاوة إحدى التلميذات لآيات بينات من الذكر الحكيم ,ثم وقف الجميع أمام النشيد الوطني المغربي الذي تابعه التلاميذ الصم عن طريق تجسيده بلغة الإشارات ,ثم كلمة شكر تليت بلغة الإشارات من إحدى التلميذات المتمدرسات بالمؤسسة . كم كانت عملية إشراك هؤلاء التلاميذ الصم مؤثرة في نفوس كل الحاضرين الذين عاينوا معاناة هذه الفئة التي تحتاج الى وقفة ومساعدة تليق بإعاقتهم وتمكنهم من التكوين معرفيا والتأهيل مهنيا للمساهمة في المجتمع بشكل ايجابي منتج , لا عالة على أسرهم . بعد هذه اللقطات الرمزية والعميقة, قدم ممثل رابطة التعليم الخصوصي كلمة بالمناسبة ,أوضح فيها طموحات الرابطة لدعم التلاميذ المعوزين في كل أنحاء الجهة حسب المستطاع ,في إطار مشروع توزيع ألف لباس سنويا,ومن ضمنهم ذوي الاحتياجات الخاصة . ثم أعطيت الكلمة للسيد النائب الإقليمي الذي عبر عن اعتزازه بهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين أبت النيابة إلا أن تأخذ بيدهم وتستجيب لرغبة ذويهم, قصد دمجهم داخل مؤسسة عمومية وتوفير أوفر الظروف لتعليمهم وتأهيلهم للمستقبل, شاكرا الأستاذات على الجهود المبذولة في حق هذه الفئة من التلاميذ….كلمة كانت معبرة وصادقة ,ارتاح لها أولياء التلاميذ . عقب هذه الكلمة انطلقت عملية توزيع الألبسة على التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين لن أستطيع وصف شعورهم بهذه الالتفاتة التي طمأنتهم وأفرحتهم. المهم ليس المساعدة فقط,وإنما التفاتة المسئولين ومحبي الخير هي التي تفرحهم وتحسهم بالاعتبار.إنهم وأسرهم يعانون من إعاقة ليست بالبسيطة, لا يسمعون ولا يتكلمون.أذكر هنا أن السيد الكتاني مؤطر لغة الإشارات ومقدم نشرة الأخبار بالتلفزة بلغة الإشارات ,والذي تعلم هذه اللغة لأن أباه أصم حفظه الله له , قائلا لي في إحدى المناسبات التي جمعتنا : على كل من يستهين بهذه الإعاقة تتبع برنامج تلفزي لمدة خمسة دقائق فقط دون صوت, وسيعي وقتها قيمة وعقبة هذه الإعاقة. إنها معضلة تحتاج الى وقفة ووقفات في وقت تعاني الكثير من الأسر من تواجد أبناء بهذه الإعاقة والتي تكلفهم عناية يعلم الله وحده كم هم مأجورين عليها. أختتم هذا الحفل المتميز باستقبال أقيم على شرف المدعوين من مسئولي النيابة وممثلي رابطة التعليم الخاص وممثلي جمعية ابن خلدون لذوي الاحتياجات الخاصة ومدير المؤسسة وآباء وأولياء التلاميذ والتلاميذ وأستاذاتهم . أتمنى من الله أن يوفق كل من يريد خيرا لهذه الفئة المحرومة.