كانت كرة القدم ولا تزال" عند بعض الناس" لعبة رياضية وأخلاقية يتنافس فيها طرف مع آخر، يبذل فيها اللاعب قصارى جهده من أجل إرضاء الآخر، فكانت أشبه ما تكون بهواية يمارسها اللاعبون وقت فراغهم، وهم في ذلك ممتهنين لمهن وحرف عدة، فالكرة أو غيرها من الألعاب الرياضية بالنسبة إليهم لعبة تسلية ليس إلا. لكن المتتبع لواقع كرة القدم وللرياضة بصفة عامة في هذا العصر يجدها تخالف تماما وما كانت عليه في سابق عهدها، حيث أصبحت الرياضة وبخاصة كرة القدم مهنة لها قواعد وضوابط وشروط…ونظرا للمبالغ الخيالية التي تصرف على مبارياتها فقد أصبحت أفيون الشعوب، فلا فرق بين طفل وعجوز وكهل الكل يتابعها بشغف وإن كان لا يتقن فن اللعب… في مقابل ذلك نجد لعبا آخر موازيا مع هذه اللعبة القدمية، إنها لعبة السياسة والمكر والخداع فقد أصبحت كرة القدم وسيلة وآداة بل وقناة لتمرير وتسويق الخطاب السياسي والاقتصادي، فقد أضحت وجهة الملوك والزعماء الذين يرغبون في ترويج سمعتهم وشهرتهم على حساب هاته اللعبة. فبالأمس تهاطلت التعليقات والنداءات في صفحات التواصل الاجتماعي" الفايسبوك" مطالبة بعض رموز الدولة إلى الحضور لمقابلة نهائي كأس العالم للأندية الذي جمع بين فريق الرجاء البيضاوي ونظيره البايرن، الذي يملك فريقه ميزانية تعادل ميزانية المغرب !!!! ليس الهدف من حضور الشخصيات الوازنة هو تشجيع الفريق فحسب، بل الأمر أكثر من ذلك وهو استمالة الشعب وتمرير أجندة سياسية في الوقت الذي يعرف فيه الشارع المغربي غليان الطبقات الاجتماعية والأطر العليا المعطلة التي تشاهد وبحرقة ملايير الدراهم