طارق العاطفي: توفي الشابّ الثلاثينيّ وسام اليمني، المنحدر من أصل مغربي، وهو المتزوّج والأب لطفلة لم تستوف بعد ربيعها الرّابع، بمستشفى "كليرمُون فِيرَان" التي سبق له وأن قصدها متأثرا بإصابات بدنيّة دخل على إثرها في غيبوبة.. ويرتقب أن تكون لوفاته تداعيات تمتدّ إلى القضاء. اليمني تمّ اعتقاله بالشارع العام من لدن فريق من الشرطة، إلاّ أنّ وصوله إلى مقر الأمن عرف استسلامه لوعكة صحّية تطلبت تدخلا عاجلا لمسعفين عملوا على إنقاذه من سكتة قلبيّة طالته.. إلاّ أنه فقد الوعي بعد هذا التدخّل، واستمرّ على هذا الحال إلى أن توفّي بعد سويعات قلائل. رواية البوليس الفرنسي تورد بأنّ ذات الشاب قد أوقف جرّاء "إبداء عدوانية كبيرة" و"رشق عربة شرطة بالحجارة" وكذا "التسبّب في خسائر مادّية".. هذا قبل أن تُسند ذات الأقوال الأمنيّة بتقرير طبّي يثير وجود مواد مخدّرة، من كحول وحشيش وكوكايين، تعاطاها نفس الشابّ واكتشفت من لدن طاقم المستشفى الذي وفّر تطبيبه.وإن كانت الشرطة الفرنسية قد برّرت إقدامها على اعتقال وسام اليمني، قبل وفاته، باستنادها على ملف قضائي مقرِّر لمتابعة الشاب الفرنسي المغربي بتهم ذات صلة ب "الضرب والجرح، والاعتداء على القوات العموميّة".. إلاّ أنّها لا زالت لم تجد تعليلا يشرعن "العنف الشديد" الذي بصمت عليه عناصر الشرطة خلال تدخلها ضدّ الشاب المغربي المفارق للحياة.وكان وسام اليمني قد تعرّض لمطاردة من الشرطة قبل اعتقاله وسط الشارع.. حيث أطلقت عليه الكلاب لتوقيفه، ووجه بقوّة مفرطة في العنف ليوضع بداخل عربة بوليسيّة ويُضرب بغاز "لاَكرِيمُوجِينْ".. هذا قبل أن تساء معاملته ويصل إلى مقر الشرطة بإصابات واضحة منها كسور بالأضلع واِلتواء على مستوى العنق.