إختلفت الأمور في هذا الزمن وانقلبت الأحوال ولم نعد نفهم أي زمن هذا بعدما أصبح البعض يحن لزمن وسنوات مضت…سنوات الرجولة وزمن (بنادم) ديال بصح.. بمجتمعنا المغربي لابد من الإعتراف بأن هناك نوع من الكوارث البشرية التي تعيش بيننا…بشر لا يمكن أن نعرف انتماءه ولا طبيعة تواجده ولا الخانة التي يمكنهم أن نصنفهم فيها…بشر يدمن النفاق والكذوب والخواض و( البلا بلا ) و…بشر يبيع كل شيء من أجل تحقيق مصالحه وأهدافه……يعيش وكأنه لا يعيش ويريدها (باردة)… كم أموت غيظا حينما أسمع عن أجانب وأبناء دول أخرى ممن يموتون حبا في وطنهم ويعملون بكل تفاني ويضحون بالغالي والنفيس من أجل مصلحة الوطن..وكم أتألم حينما أقارن ذلك بما يجري عندنا وما يتكاثر يوميا من بنادم العلبة الصوتية ممن لا يدمن ويتقن إلا (الشفوي) و(هريد الناب) والتبحليس والتمقليع والنصب ونهب المال العام والحاق الضرر بالوطن وأبناءه.. في زمن المسخ والعجب نلتقي يوميا بأصناف من البشر أضحى عالة على هذا المجتمع نسبة كبيرة منه انتهت مدة صلاحيته ونسبة أخرى انتهت مدة ارتباطه بالوطن. يقولون أن الوطن في حاجة لابناءه…ولا يمكن أن يتقدم إلا بهم..لكن عندنا نجد الكثيرون بلا وطن.. فان تكون مواطنا حقيقيا وصالحا معناه أن تخدم وتعمل لصالح الوطن وأن تضحي وتبدع وتساهم في التنمية وأن تحتج وأن تناضل وأن تموت من أجل حقك ….. أن تكون مواطنا صالحا وحقيقيا معناه أن تكون عمليا تصمت لتفعيل لا أن تتخصص فقط في (هريد الناب) و(العياقة) و(قضاء أغراضك) على ظهر و(طنيتك) أن تكون مواطنا حقيقيا معناه أن تكون رجلا ديال بصح والفاهم يفهم(…).