لم بفكر يوما اي استاذ من أساتذة سد الخصاص المعتصمين على رصيف الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ، أن يقضي عيد الاضحى المبارك في الشارع بعيدا عن أهله وذويه ، أو أن تمر عليه مدة طويلة تجاوزت الشهرين وهو يبيت في العراء في ظروف أقل مايقال عنها لا انسانية دون أن يلتفت اليه احد ا أو ان ينبس اي مسؤول ببنت شفة ويقول اللهم هذا منكر .. كل من زار معتصم الكرامة يوم العيد وجد امامه وجوها شاحبة اضناها التعب جراءالمبيت في العراء وسوء التغذية ، وشاهد ابتسامات لا تتجاوز الشفاه وعيونا تترقرق الدموع بداخلها لتمتزج فرحة العيد بألم البعد عن الاهل والاحبة في هذه المناسبة التي تحضى بمكانة خاصة لدى جميع المغاربة .. لقد تحدى هؤلاء الاساتذة كل الظروف المادية والاجتماعية القاهرة المحيطة بهم ، وصمدوا داخل معتصمهم الذي اطلقوا عليه اسم معتصم الكرامة في اشارة واضحة الى بحثهم عن كرامتهم التي احسوا انها قد اهتزت وخدشت جراء تخلي وزارة التربية الوطنية عن خدماتهم وهم الذين ضحوا بالغالي والنفيس لمدة طويلة وانقذوا المدرسة العمومية من الضياع عندما كانت تعاني خصاصا مهولا في مواردها البشرية واشتغلوا في ظروف صعبة في المناطق النائية بأجور زهيدة لاتتجاوز الحد الادنى للأجور، لكن بدل الاعتراف بالجميل وجدوا الجحود والنكران .. لِيُجازوا في الاخير جزاء سنمار ، فهل جزاء الاحسان الا االحسان ؟؟ ان مطالب هذه الشريحة من الاساتذة مطالب لم تختلف بأي شكل من الاشكال عن مطالب الفئات التي سبقتهم في التجربة والتي تمت تسوية وضعيتها المهنية من قبل كالعرضيين والخدمة المدنية .. بل نفس المطالب تتجدد تقريبا والتي تتمحور أساسا حول تسوية الوضعية المهنية وصرف المستحقات المالية وضمان التحاق غير مشروط او مقرون بأي عقود اذعانية تحط من كرامتهم كأساتذة .. واذا مانحن نظرنا نظرة متأملة من الناحية القانونية في هذه المطالب فسنجدها مطالب قانونية ومعقولة لأن هؤلاء الاساتذة ولجوا الاقسام في عهد الحكومة السابقة والتي صرحت في شخص السيدة لطيفة العابدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي انذاك في قبة البرلمان بأحقية هذه الفئة في التسوية المهنية ، واستمرارية المرفق العمومي تلزم حكومة السيد عبد الاله بنكيران بتسوية وضعيتهم على غرار من سبقهم في التجربة . والاساتذة المعتصمون الان ينتظرون فرارات السيد رشيد بلمختار وزير التربية الوطنية الجديد وكلهم أمل ان ينصفهم ويضع حدا لمعاناتهم .