فريد قمر لما وصل إلى المقهى ، كان الحوار على أشده ، سحب كرسيا بهدوء وجلس يتابع حوارهم، في البداية عجز عن تجميع خيوط المشهد المجسد أمامه. لكن بدا له جليا ان الأمر يتعلق بقضية تشغل باله هو الآخر، أخذ كل منهم يطرح رؤاه التي تقوي موقفه حيال الموضوع، أشاد الأول بالمثقف العبثي وصمت، والثاني بالسياسي مستشهدا برئيس الجماعة.. أفضلهم هو المثقف الثوري الذي يسعى إلى التغير قال الثالث ، يلمح بذلك الى رئيس جريدة الحزب الحاكم. الذي لم تفارق قبعة تشي كيفارا رأسه يوما..ظل خارج حلبة النقاش والإدلاء بدلوه في غياهب جب الموضوع، كان كلامهم مجرد هرطقات بالنسبة له..ثارت حفيظته، لم يقو على ضبط نفسه..رفع قبضته وهوى بها فوق الطاولة، ارتجت الكؤوس وألقت ما بجوفها، كان لثيابهم منها نصيب. .صاح فوجوههم " طزززز" في مثقفكم الثوري الذي يجمع بين نقيضين حادين ، الثورة والتملق في آن واحد.