استفادت جريدة أخبار اليوم، المقربة من حزب العدالة والتنمية، التي يشرف عليها توفيق بوعشرين أحد اعضاء مكتب هيئة الناشرين بالمغرب، على أعلى مبلغ من الدعم هذه السنة حيث حصلت على 240 مليون سنتيم (فقط)، أي ما يقارب ضعف المبلغ الذي حصلت عليه السنة الماضية (140 مليون سنتيم). كما استفادت أسبوعية الايام، لكبير الناشرين نور الدين مفتاح، من 140 مليون سنتيم، وهو نفس المبلغ الذي استفادت منه كل من العلم وجريدة الإتحاد الاشتراكي، ما يطرح تساؤلا حول المعايير التي اعتمدتها لجنة الدعم للمساواة بين جريدة اسبوعية وجرائد يومية مهيكلة وتعتمد في إصدارها على طواق تضم العديد من الصحافيين والتقنيين والمستخدمين.. "هبة" اللجنة المقدمة إلى كل من جريدة كبير الناشرين نور الدين مفتاح، وكبير المطبلين للعدالة والتنمية توفيق ب 20، لا تستند على معايير شفافة وموضوعية بالنظر على تواجد مؤسسات إعلامية اكثر هيكلة منها وتستخدم اعدادا كبيرة من الصحافيين والتقنيين والمستخدمين مع احترام القوانين المعمول بها في مجال الشغل والضمان الاجتماعي.. وعلى ذكر احترام حقوق العاملين بهذه المؤسسات، تجدر الاشارة على ان وقفة احتجاجية نظمت امس الجمعة بموازاة مع انعقاد اجتماع هيئة الناشرين المغاربة بأحد الفنادق بالدار البيضاء، وهي الوقفة التي عرت ممارسات الباطرونا المتحكمة في النشر والمستفيدة من الدعم بدون موجب حق، امثال بوعشرين ومفتاح الذِين ظهرت عليهم علامات الغنى الفاحش والذِين لا يتوانون في استبدال سياراتهم الفارهة كلما منّت عليهم الدولة بملايين السنتيمات، تاركين الصحافيين والعاملين ب"ضيعاتهم" عرضة للفقر والاحتياج. إن اهداف الدعم العمومي للصحافة الورقية، الذي يؤديه المواطنين من جيوبهم، لا يمكن تحقيقها إلا إذا تمت إعادة النظر في هيكلة لجنة الدعم وطريقة اشتغالها، ومن بين هذه الاجراءات الضرورية لضمان الشفافية والنزاهة في هذه العملية هو إشراك ممثلين عن الصحافيين والعاملين بالقطاع في ذات اللجنة.. زمن شأن إشراك هؤلاء في ذات اللجنة تعرية المؤسسات التي تخل بواجباتها تجاه العاملين بها وتجاه الدولة، ومنح الدعم لتلك التي تحترم بالفعل، الاهداف المعلنة من طرف الوزارة الوصية، حسب الخطاب الرسمي، وهو "المساهمة في تأهيل المقاولة الصحافية، ودعم التعددية، وتعزيز قدرات الموارد البشرية، وحماية التنوع اللغوي والثقافي، وتشجيع الإعلام الجهوي، وذلك وفق شروط دقيقة، في مقدمتها ضرورة الوفاء التام للمقاولة الصحفية بالتزاماتها الجبائية، وتسوية وضعيتها القانونية اتجاه الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، واحترام الحد الأدنى في عدد الصحافيين العاملين في المؤسسة، والالتزام بصرف الحد الأدنى للأجور المنصوص عليه في الاتفاقية الجماعية، إضافة إلى التقيد بشفافية التوزيع".. ولا نظن ان هذه الاهداف والشروط يتم احترامها من طرف الكثير من المؤسسات التي نالت حظوة الاستفادة من هذا الدعم، الذي تحول إلى "ريع" يمنح بكثير من الكرم والسخاء للموالين للعدالة والتنمية كتوفيق بوعشرين، او اولائك الذين يمتلكون السلطة المادية والمعنوية داخل هيئة الناشرين وفي العلاقة مع الباطرونا، كنور الدين مفتاح كبير الناشرين، الذي يمتلك نفوذا سريا وغير واضح داخل هذا "المجمع"، حيث انه يمارس "فيتو" قويا حدّ العصبية تجاه الدعم المخصص للصحافة الالكترونية، ليمنعها بذلك من حق وارد في الاتفاقية الاطار، بزعم ان هذه الصحافة لا تستعمل الورق، متجاهلا ان ما تستهلكه هذه الصحافة والدور الذي تلعبه في مجال الصحافة والإعلام وكذا عدد المشتغلين بها يفوق بكثير ما "يعلفه" هو وجريدته من ورق، يدر عليه "علفا" آخر يتكون من اوراق من نوع آخر هذه المرة، يقوم بفضلها بتغيير سيارته الفارهة بسيارة أخرى اكثر فراهة وكذا "البارطمات" والاراضي الفلاحية لينافس بها الفلاحين وأصحاب الحرفة..