رمضان بنسعدون ما فتئت تحرشات الجيش الجزائري تتواصل ضد السكان المغاربة المتاخمين للشريط الحدودي ، كان آخرها الاعتداء الذي تعرض له سكان منطقة عبو لكحل بإقليم فيجيج بحرالأسبوع الأخير من شهر سبتمبر 2011 ، في نفس المدة الزمنية كان اعتداء مشابه في العام المنصرم من قبل عناصر حرس الحدود الجزائري *و هم كما كان سابقا على متن آليتين عسكريتين ذات الدفع الربالعي ، اقتحموا بلدة عبو لكحل وعاثوا في أشجار النخيل فسادا مع سرقتهم لكميات هائلة من التمور مثيرين الرعب و الهلع في أواساط الساكنة ، و قبل أن تصل السلطات المغربية لعين المكان ، لاذ الجنود الجزائريون بالفرار .. و ليست هذه المرة الأولى التي يقوم فيها حرس حدود الجارة الشرقية لهكذا تحرشات ، بل منذ اندلاع نزاع الصحراء و إن شئت فقل منذ حرب الرمال عام 1963 التي تركت عقد نفسية تحرك الضغينة و الحقد الدفين في قلوب ساسة الجزائر كلما حلا الجو لهم لذلك.. و في هذا الصدد تعرض عدة كسابة مغاربة لسرقة مواشيهم من داخل التراب المغربي من قبل قوات الحرس الجزائري على امتداد الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين الشقيقين بمنطقة النجود العليا (جرادة/فيجيج) و تحديدا بسيكة بوعزة و سهب السدرة بعين بني مطهر و مراعي بفيجيج نقلت على متن شاحنات جزائرية و بيعت بالمزاد العلني بشوق مشرية 135 كلم إلى الشرق من الحدود المغربية الجزائرية ما بين سنتي 2004 و 2008 .. و بالرغم من الشكايات المتكررة لأصحاب الماشية المستهدفة إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عبر سفيره الراحل العربي بلخير المعتمد بالرباط قيد حياته و كذا السفير الجديد ، لكن كل تلك الصيحات وجدت آذانا جزائرية صماء من جهة و آذانا مغربية غير مكترثة على الأقل استدعاء السفير الجزائري للتشاور في الأمر .. كما أن ساكنة إقليمي جرادة و فيجيج هم الأكثر تضررا من تحرشات الجيش الجزائري الذي غير من نمطية هجماته بحيث عمد إلى اختطاف المغاربة من على الشريط الحدودي خاصة و أن العديد من المغاربة لقوا حتفهم برصاص حرس الحدود الجزائري بعد أن ضلوا الطريق بسبب رداءة أحوال الطقس، زوابع رملية أو ضباب ، منهم من كان بصدد البحث عن الترفاس أو عن ضالة تائهة و هناك من المغاربة من تعرضوا لأصناف التعذيب الجسدي و النفسي الأشد ضراوة و وحشية ، و في ذات السياق ذكرت مصادر مطلعة أن بعض المغاربة يقدر عددهم بين 6 أو 8 أفراد لا زالوا رهن الاعتقال بالسجون الجزائرية منذ ما لا يقل عن 4 سنوات بعد أن ضلت بهم أنفاق مناجم قديمة الطريق بمنطقة سيدي بوبكر إقليم جرادة 35 كلمتر جنوب شرقي وجدة كانوا في رحلة البحث عم مادة الكحل فتاه بهم السرداب المظلم إلى التراب الجزائري فاتهمتهم السلطات الجزائرية بالسرقة و التجسس.. و في السياق ذاته لا زال مصير أحد أفراد القوات المساعدة من قبيلة بني مطهر مجهولا بالأراضي الجزائرية إلى الآن عائلته لازالت في حيرة من أمرها حول حياته ، هل هو على قيد الحياة أم لقي حتفه.. و لهذه الأسباب، يلتمس سكان المناطق المتاخمة لخط التماس بين البلدين المغاربيين والكسابة المتضررين المختطفة ماشيتهم من قلب التراب المغربي ، الذين تقدموا بشكاوى للسلطات الجزائرية في شخص رئيس البلاد عبر السفير الجيد الاستجابة لمطالبهم باسترداد حقوقهم المتمثلة في الماشية أو تقييمها بالمال ، و وضع حد للتحرشات و الاعتداءات المتكررة من قبل الجيش الجزائري حيال ساكنة الشريط الحدودي .. لأن البعض من هؤلاء الكسابة يوجدون حاليا في حالة اجتماعية و إنسانية مزرية و النظر من قبل السلطات المغربية للاعتداءات التي استهدفت ساكنة عبو لكحل و أثارت الرعب و الهلع في أوساط الساكنة و ذلك بتطويق المنطقة بتعزيزات عسكرية مهمة ..