لم يكن هماموش سيدي يُدركُ، مساء يوم الخميس الماضي، وهو عائد إلى بيته بإحدى الدواوير التي تبعد بحوالي 7 كيلومترات عن مدينة خنيفرة، أنّ جسده سيكون هدفا لممارسة أبشع أنواع السادية من طرف عصابة لصوص مكوّنة من ستّة أفراد. ما أن فتح هماموش، ذو ال38 عاما، باب بيته ودلَفَ إليه حتى اندفع وراءه أفراد عصابة مسلحة بِعصيّ وأسلحة بيضاء؛ طوّحوه أرضا وانهالوا عليه ضرْبا بالعصيّ والرّكل، دون أن يتدخّل أحد لنجدته، لكونه يسكُن بعيدا عن الجيران، وعندما انتهت عمليّة "السلخ" قام أفراد العصابة بتكبيله، وانتقلوا إلى شكل أفظع من التعذيب. أخذوا قنينة زيت كبيرة فارغة، وشرعوا في تذوبيها بالنار، وتقطير ما ذاب من البلاستيك بعد ذلك على مختلف أنحاء جسد الضحية، في الأطراف وعلى الظهر، ثم زادوا من جُرْعة همجيتهم، وأخذوا بعد أن تجمّد البلاستيك المُذابُ في إزالته من على الجسد المكويّ بسكين، حينها دخل الرجل في غيبوبة ولم يستفق منها إلا في الصباح. "عندما استفقتُ من الغيبوبة وجدتُ نفسي ما أزال مُكبّلا، وجسدي ينزف. حَبوْتُ حتى غادرتُ المنزل الذي تركوا بابَه مفتوحا، واستمررْتُ في الحبو قاصدا بيتَ أقرب الجيران، قبلَ أن يُغمى عليّ من جديد، إلى أن عثر عليّ أحد الجيران"، يقول هماموش سيدي الذي كان يشتغل قبل الاعتداء عليه في مجال البناء. إثر ذلك اتصل جيرانه بالدرك، وتمّ نقله إلى المستشفى، حيث مكث أربعة أيام، قبل أن يعود إلى بيته، فيما لا يزال أفراد العصابة أحرارا.. إذ اكتفت عناصر الدرك باعتقال أحد الأشخاص الذين يَشتبه ذات المتأذّي في أن يكون من بين المعتدين عليه الذين لم يتعرّف على أحد منهم، لكونهم كانوا يضعون أقنعة على وجوههم لحظة اقتحام البيت، والشيء الوحيد الذي يتذكّره هو أنهم كانوا يتحدثون بالأمازيغية جميعا. السببُ الذي جعل أفراد العصابة يحوّلون جسد اماموش إلى كتلة لحميّة ملتهبة، بسبب الجروح الغائرة الناجمة عن تذويب البلاستيك على اللحم واقتلاعه عقب ذلك بالسكّين، هو أنّ شخصا ما، حسب ما صرّح به الضحية لهسبريس، أبلغ العصابة بكون مبلغ 20 مليونا من السنتيمات يتوفر داخل البيت.. وحاليا يوجد هماموش داخل بيته في وضعية صحيّة ونفسيّة متردية، بسب مخلفات الاعتداء الذي تعرّض له، وأمله الوحيد، وفق تعبيره، هو أن يتم القبض على العصابة التي نالت منه.