يبدو الرجل محيرا للمرأة في عدة أمور،قد تدركها الزوجة على حقيقتها فيهدأ بالها و يرتاح خاطرها،و قد تفسرها على نحو خاطئ فتكون موضوع خلاف بينهما. فكثيرات هن الزوجات اللواتي يتساءلن عن السبب الكامن وراء تحفظ شركاء حياتهن عن التعبير لهن بمشاعر الحب، و في هذا الصدد تقول إحدى الزوجات "كم أود من زوجي أن يلقاني عند عودته إلى البيت كما ألقاه, فأنا أشعر بالشوق لقدومه,أما هو فيعود للبيت غير مكترث بلقاي" و تقول زوجة أخرى " الحب عندي تعبر عنه أشياء بسيطة و صغيرة لا تهم زوجي إطلاقا,فأنا أذكر ميعاد أول لقاء بيننا ,و لا أزال أحتفظ بأول هدية أهداها لي و لا أنسى شيئا مما يحب أو يكره,أما هو فكثير الغفلة عني " إن مثل هذه الأمور تشير بصفة عامة إلى أن الرجال قليلو التعبير عن عواطفهم بالنسبة لزوجاتهم, وهذا لا يعني أنهم يضيقون بزوجاتهم,أو أنهم لا يعترفون بالمشاعر و لكن الحقيقة هي أن المرأة و الرجل يختلفان في طريقة التعبير عن أحاسيسهما,فالمرأة تعتبر حياتها الزوجية هي شاغلها الأول لإحساسها بكيانها كامرأة، أما الرجل فيعتبر أن تقديره لذاته و شعوره برجولته يتحقق من خلال عمله و ما يقدمه من إنجازات .ففي إحدى الدراسات تم اختيار مجموعة من الأزواج و الزوجات لهم نفس ساعات العمل ووجد الباحثون أن75في المئة من الأزواج شاغلهم الأول هو العمل بينما 75 في المئة من الزوجات شاغلهن الأول هو حياتهن الزوجية و انسجامهن العاطفي. معنى ذلك أن الرجل يخضع خلال حياته الزوجية لتأثير العمل ,فكلما وجد عناء في عمله كلما زاد انشغاله وقلت مواكبته لحاجة زوجته العاطفية و الشعورية، الشيء الذي لا تتقبله معظهم النساء،فالزوجة تريد من زوجها أن يلقي بكل أعبائه و هموم عمله ليتفرغ بذهنه و مشاعره لها,و هو ما يمكن أن تفعله الزوجة العاملة بسهولة,مما يجعلها تتوقع ذلك من زوجها أيضا. فحسب علماء النفس,الرجال يجدون صعوبة في الانتقال من حالة التفكير إلى حالة الإحساس و الشعور,أي أنهم يحتاجون بعض الوقت للانتقال من الاعتماد على الجانب الأيمن من المخ(المختص بالعمل) ليعتمدوه على الجانب الأيسر (المختص بالتعبير عن المشاعر) عكس النساء اللواتي يسهل عليهن الانتقال من حالة لأخرى لكون الجانب الأيسر من مخهن ينمو بدرجة أكثر مقارنة مع الرجال.