نظم ماستر الدراسات السامية ومقارنة الأديان، الفوج الخامس، وبتنسيق مع مختبر حوار الحضارات يومين دراسيين حول المرأة بين اليهودية والمسيحية والإسلام، وذلك احتفاء بالمرأة في يومها العالمي 8 مارس. وقد افتتح اليوم الأول الدكتور سعيد كفايتي الذي نوه وأشاد بدور المرأة في الأديان التوحيدية الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام. في الجلسة الأولى المخصصة للمرأة اليهودية أبرزت الباحثة كريمة نور عيساوي دور كل من سارة زوجة سيدنا إبراهيم ورفقة زوجة إسحاق، في توجيه الأحداث لصالح المشروع الإلهي. وتناول الباحث منير تمودن موضوع تعدد الزوجات في الديانة اليهودية مستشهدا باتخاذ سيدنا ابراهيم عليه السلام أكثر من زوجة كما جاء في نصوص التوراة. وتعقب الباحث جمال صوالحين في مداخلة باللغة الإنجليزية صورة ومكانة المرأة اليهودية في بعض المراحل التاريخية. وتمحورت مداخلة الباحثة رقية أهجو حول نظرة اليهود للمرأة من خلال التشريعات التي أفردت لها. كما تطرقت لبعض الأحكام التي تخص الجرائم التي ترتكبها وتشريعات الطلاق. وأحاط الباحث عبد الإله أزكير بصورة المرأة المسلمة في الغرب. أما الباحث محمد زركان فتناول بالدراسة نساء العهد القديم بين الميثولوجيا والقصة الدينية متوقفا عند سفر أستير. أما في الجلسة المسائية المخصصة للمرأة المسيحية فقد تمحورت المداخلة الأولى للباحثة كريمة عبدوس حول مكانة المرأة في الديانة المسيحية والدور الإيجابي الذي لعبته داخل الكنيسة والذي تغير خلال العصور الوسطى حين تنحت عن التبشير والوعظ وحددت وظيفتها كربة للبيت، كما تطرقت لمسألة الحجاب في باعتباره علامة للوقار والحشمة مثال ذلك لباس الراهبات. وفي المداخلة الثانية للباحثة نادية المديوني حددت فيها موقف المسيحية من تعليم المرأة. وقد أشارت الطالبة منار المرابط في مداخلة لها حول نظرة الديانة المسيحية واليهودية للمرأة باعتبارها عنصرا للفجور وتحريك الشهوة، وأنها مصدر كل شر وغواية. وفي مداخلة لها باللغة الانجليزية أشارت الطالبة حكيمة فاريس إلى وضعية المرأة في المجتمعات الغربية والدعوة لمساواتها مع الرجل. في حين تمحورت مداخلة الطالب ياسين اليحياوي حول دور المرأة في المسيحية المبكرة من خلال دراسته لشخصية مريم المجدلية انطلاقا من الأناجيل القانونية والأناجيل الأبوكريفا. أما المحور الثالث والذي تم تخصيصه للمرأة في الديانة الإسلامية فقد تناولت فيه الباحثة ابتسام الدحماني الإدريسي وضعية المرأة ما قبل الإسلام حيث سيادة الظلم والعنف وغياب العدل وسيطرة الأقوياء. أما عبد الحي الوادي فتحدث عن تكريم الإسلام للمرأة. وكانت المداخلة الأخيرة باللغة الإنجليزية للباحث البشير أسعير التي أشاد فيها بالمكانة العالية التي تحظى بها المرأة في الإسلام. والجدير بالذكر أن طلبة ماستر الدراسات السامية ومقارنة الأديان، الفوج الخامس، قدموا مساء هذا اليوم نفسه هدية إلى الطالب عبد الإله أزكير الحاصل على الماستر والمسجل الآن في الدكتوراه اعترافا بالجهود الكبيرة التي يبذلها على الرغم من إعاقته الشاملة. فقد انتقل من الدارالبيضاء حيث يقيم إلى فاس ليحضر ويناقش المداخلات ويدلي بأفكاره وآرائه. مع العلم أن فكرة مشاركته وتكريمه لم تكن مقررة. ولكن فاجأهم حضوره المباغت. في اليوم الثاني الذي يصادف اليوم العالمي للمرأة كان للجمهور موعد مع تقديم ميشال داردين، وهو بلجيكي مسلم، لكتابه L'Islam Dévoilé الذي صدر في الأشهر الأخيرة. ثم بعد ذلك اختتم اللقاء بتكريم الماستر لباحثتين هما: الدكتورة فاطمة صديقي باحثة في اللسانيات والدرسات النسائية، مؤسسة مركز الدراسات حول المرأة ووحدة دراسة الأجناس ومديرة المعهد الدولي للغات والثقافات بفاس وخبيرة دولية في شؤون نساء شمال أفريقيا ولهها عدة إصدارات حول اللغات المغربية ولاسيما اللغة الأمازيغية. بالإضافة إلى كتاباتها الكثيرة حول المرأة المغربية. أما الدكتورة حنان السقاط فتنتمي إلى شعبة الدراسات الإسلامية متخصصة في الفكر الإسلامي، تدرس اللغة العبرية بالماستر. من إصداراتها كتاب مشترك يحمل عنوان: ذاكرة و تمثلات اليهود في المغرب: الجيران الغائبون. وكتاب آخر بعنوان: بين الاستشهاد والإرهاب. وقدم كل من الدكتور حسان حجيج والدكتور محمد مبتسم شهادة في حق فاطمة صديقي المحتفى بها. فيما تعاقب كل من الدكتور محمد حاتمي والباحثة نادية مديوني على إلقاء شهادة في حق حنان السقاط.