أكد محمد ساجد وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، اليوم الخميس بمدينة مكناس، على ضرورة تعبئة التراث الثقافي للعاصمة الإسماعيلية من أجل تعزيز جاذبيتها السياحية. وأبرز ساجد الذي كان يتحدث في افتتاح المنتدى الدولي الثاني للسياحة بمكناس المنظم على مدى يومين، تحت شعار "من أجل تنمية سياحية مستديمة ومسؤولة"، ملامح التراث السياحي المادي واللامادي لهذه الحاضرة ومواقعها الأثرية ضمنها موقع وليلي، وكذا غناها الثقافي وحضارتها الضاربة في عمق التاريخ. وعبر عن الأسف لكون "المؤهلات والإمكانيات السياحية للمدينة لم تستغل بالشكل الكافي"، داعيا السلطات المحلية والمنتخبين والفاعلين الاقتصاديين إلى مضاعفة الجهود من أجل الدفع بالقطاع السياحي واستعادة وإعادة التوهج لصورة لمكناس. ولم يفت ساجد التذكير بأهمية مختلف الاستراتيجيات والرؤى التي صاغتها الحكومة من أجل الارتقاء بالمنتوج السياحي على الصعيد الوطني، مشيرا إلى أن هذا القطاع يستقطب عدة مستثمرين أجانب، ويساهم بنسبة 7 في المائة في الناتج الداخلي الخام، فضلا عن كونه يوفر أزيد من 5، 2 مليون منصب شغل مباشر وغير مباشر، مع اعتباره أحد أبرز مفاتيح جلب العملة الصعبة للمغرب. ومن جهته، اعتبر عبد الغني الصبار عامل عمالة مكناس أن القطاع السياحي رافعة أساسية للتنمية المحلية والجهوية، مبرزا المبادرات المتخذة والمشاريع الجاري تنفيذها من أجل تعزيز القطاع على الصعيد المحلي، من بينها البرامج السياحية-الثقافية "مدينتي" و"قريتي، والتأهيل الحضري للمدينة، وصيانة المآثر التاريخية. وتوقف الصبار عند المكانة التي تحتلها مكناس كملتقى للحضارات، مؤكدا أن السياحة باتت قطاعا واعدا لهذه الحاضرة وعنصرا أساسيا للدفع بالدينامية الاقتصادية الجهوية. ويروم المنتدى الذي تنظمه الجمعية الإسماعيلية الكبرى بشراكة مع مجلس جهة فاس-مكناس والمندوبية الجهوية للسياحة بمكناس، الترويج للمؤهلات السياحية التي تزخر بها الحاضرة الإسماعيلية المصنفة من قبل منظمة اليونسكو كتراث عالمي للإنسانية. ويناقش اللقاء جملة من المحاور ضمنها "السياحة واحترام البيئة"، و"التراث والسياحة المستدامة"، و"السياحة والتنمية الاجتماعية". كما يتضمن المنتدى زيارات لأبرز المواقع السياحية والثقافية للمدينة والنواحي، خاصة موقع وليلي ومولاي إدريس زرهون.