عمار العامري عضو تيار الحكمة الوطني مسيرة الحياة في حالة تجدد وعطاء مستمر؛ لا تتوقف عند مرحلة معينة, عندما تصاب بالإرباك, وتعتريها بعض المعوقات, هذا شأن رسالة الأنبياء مع قياس الفارق, لأنه مشروع واحد رغم تغيير المسميات, والأهداف السامية حاضرة في كل مرحلة, ما يجعل الأمم تتقبل الأطروحة, لأنها تأتي بأذواق كل عصر, ومقتضيات المرحلة نفسها. عندما نتحدث عن واقع مرير كالواقع العراقي, لابد أن لا ننظر للأشياء نظرة سوداوية, ونحمل التبعات على الأشياء بعيد عن الحقيقة, فالمجلس الأعلى الإسلامي لم يكن قاصر أو مقصر في المرحلة السابقة, إنما شكل منعطفاً مهماً في تاريخ العراق المعاصر, والحركة الإسلامية, وتحمل الكثير من أجل الشعب العراقي, وقدم أنهار من الدماء الزكية, وضحى بخيرة قياداته وشبابه من أجل الوطن. وعندما اقتضت الضرورة, أن يتحول المشروع من الحالة الإسلامية الثورية إلى الإسلامية العصرية, تم تغيير عنوانه وإستراتيجيته, التي عرف من خلالها طيلة ثلاث عقود من الجهاد والهجرة, ليؤكد إن مرحلة ما بعد التغيير تتطلب الانتقال من عقلية المعارضة إلى عقلية الدولة, واثبت بذلك, إن العناوين قابلة للتغيير, ولكن الثوابت والمبادئ الأساسية ثابتة وراسخة, والتغيير يجري على المتغيرات الشكلية وليس الجوهرية. المجلس الأعلى؛ لم يكن إلا عنوان مرحلي لمشروع إل الحكيم الفكري والعقائدي والسياسي, الذي وضع أسسه الإمام محسن الحكيم قبل مئة عام, وأرسى معالمه السيد محمد مهدي الحكيم, وقاد لوائه عندما اشتد الظلم على العراقيين السيد محمد باقر الحكيم, ومع بداية المرحلة التأسيسية للعراق الجديد, حمل السيد عبد العزيز الحكيم أعباء المسؤولية, ثم تصدى السيد عمار الحكيم لإكمال أهداف المشروع. ومن أبرز ما أنجبته عملية التطور والتجديد في العراق, انبثاق "تجمع الأمل" كحالة شبابية متميزة, واضحة المعالم, تسير بخطى المشروع الوطني العام, لكن بمميزات مدنية وعصرية, ولا تتقيد كثيراً بالطقوس الدينية, وإن حالة الانبثاق هذه, لم تختصر على تيار دون أخر, إنما كانت "كوران" أو حركة التغيير الكردستانية؛ مثالاً جلياً للتطورات التي تشهدها الساحة العراقية, على العكس من حالات الانحسار. لذا نقول؛ كان مخطأ من يعتقد إن السيد عمار الحكيم ضحى بتاريخ إبائه وأجداده, وتنكر لدمائهم, التي أريقت على منحر الوطن والحرية, إنما الحكيم قاد ثورة تجديدية لأجل الخروج من قوقعة الطائفية والفئوية, والانتقال نحو مساحات الوطن الكبيرة, محققاً الهدف الأسمى لمشروع لآل الحكيم, عابراً قلاع الطوائف والمذاهب, التي مقتها العراقيين كافة, محلقاً في أجواء يطلبها الجميع, فلماذا نتنكر لذلك؟. ولمواكبة التطورات السياسية في العالم والمنطقة خاصة, كان على الحكيم المتمرس في قراءته للاستشراف المستقبلي, إن يسبق الإحداث, ويقود ثورة إصلاحية ليس على مستوى تياره السياسي, إنما أعطى أنموذج واقعي لمرحلة ما بعد داعش, فالوطن لا يختزل بالمسميات, بقدر ما تؤدى فيه من الطقوس لخدمة الإنسان, فأنطلق بتيار الحكمة الوطني.