يستحضر المغاربة في مثل هذا اليوم الأحداث الإرهابية الدامية ل 16 ماي 2003، وهي لحظة أليمة بكل بمآسيها و أثر تفاصيلها المباشرة وغير المباشرة على الضحايا بصفة خاصة، وعلى عموم المغاربة وكل الضمائر الحية في العالم بصفة عامة. وبهذه المناسبة الأليمة يجدد المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف تعازيه لكل ضحايا الارهاب وطنيا وإقليميا ودوليا. لقد شكلت احداث 16 ماي الإرهابية رجة عنيفة وغادرة، وصدمة لمغرب بداية الالفية الثالثة، بحيث اعتبر هذا العمل الجبان الإجرامي مؤشرا قويا على أن أيادي الإرهاب و إيديولوجيته العفنة، قد تمكنت من فئات داخل المجتمع المغربي. وهي على كل حال فئات معزولة نمت واستمدت حيويتها من الإرهاب الدولي، وبفعل ما يروج له وطنيا من عقائد و توجهات متطرفة باسم الاسلام، وإسلامنا المغربي السمح بريء منها. والمرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف يخلد الذكرى الرابعة عشر 14 على لأحداث 16 ماي يؤكد بروح وطنية عالية متسامحة على مواصلة عمله التحسيسي للمساهمة في إشاعة ثقافة التسامح ونبذ الكراهية ومحاربة الإرهاب. كما يعمل على تجديد مقاربته لظاهرة الإرهاب والتطرف و ما أفرزته من تنظيمات غذتها سياقات سياسية واقتصادية وحضارية ثقافية . ولذلك يرى المرصد أن تفاقم ظاهرة التطرف والكراهية، وازديادهما خصوصا في أوساط الشباب اليائس تستدعي المزيد من : . تعبئة كل الوسائل والآليات لمعالجة حقيقية هدفها وغايتها تجفيف منابع كل اشكال التطرف والكراهية المؤديان حتما إلى مناصرة الإرهاب و التخندق في تنظيماته، وذلك بدءا من محاربة المرجعيات الدينية السياسية والإيديولوجية الداعمة والمحفزة على اعتناق الارهاب، . تنمية الفهم السمح للدين الاسلامي ، وتعزيز الحوار الإيجابي المبني على حرية الاختلاف الفكري. ولهذا نطالب كمرصد كل القائمين على المنظمومة التربوية بمراجعات جذرية للمناهج والمقررات الدراسية لتجنيب أطفالنا وشبابنا مستنقع الكراهية والتطرف داخل المدرسة المغربية. . اطلاق واستنبات أسس وقائية جديدة لكل قطاعات ومؤسسات الدولة للتدخل وقراءة المعطيات المتعددة، وهنا لابد من تثمين جهود الأجهزة الامنية المغربية وما راكمته من تجارب أصبحت مرجعا دوليا في محاربة الخلايا والتنظيمات الإرهابية. . تقوية روح المواطنة الضامنة لتعبئة مجتمعية حقيقية، من خلال جعل المواطنين والمواطنات يثقون في وطنهم الذي يحقق لهم الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية. وذلك من أجل تحقيق نوع من التكامل والتعاون والتضامن مع الأجهزة الامنية بحيث يصبح الكل معني بمحاربة التطرف والكراهية، والدفاع عن المغرب لكل المغاربة. . العمل على توفير الدولة ومؤسساتها كل شروط تامين مواجهة فكر التطرف والكراهية والإقصاء. لذلك لابد من توفير وسائل العمل اللوجستيكي والاعلامي وغيرها حتى تبقى جهود العديد من الفعاليات والمؤسسات الحكومية والترابية لا تتسم بالظرفية والمناسباتية. وبهذه المناسبة يدعو المرصد المغربي لنبذ الارهاب والتطرف إلى إحداث لجنة وطنية مشتركة تضم مؤسسات الدولة وجمعيات المجتمع المدني لمحاربة التطرف والإرهاب. ويجب أن تتوفر على كل الوسائل البشرية والمالية للتدخل . إطلاق جائزة وطنية للتسامح ونبذ الكراهية والتطرف. تمنح للمؤسسات أوالجمعيات و المثقفين والمفكرين والسياسيين الذين يكرسون جهودا وأعمالا وبرامج في هذا الاتجاه. . تجديد المرصد النداء لضرورة العمل فتح حوار وطني حول يضم كل مكونات المجتمع المغربي للنهوض بثقافة التسامح لتحصين المجتمع المغربي من كل الأفكار المتطرفة الدخيلة باسم الدين وغيره. . التنبيه على حرص وزارة الأوقاف والشؤون الدينية المكلفة بتدبير المساجد على احترام بعض خطباء الجمعة لقيم التسامح التي ينادي بها ديننا الاسلامي . والضرب على ايدي كل تحريض على الكراهية وباسم أحاديث وأقوال مأثورة غير صحيحة.