يبدو من خلال العنوان أن كاتبنا ملهم الشيوعيين بالمغرب ، لم يدر في خلده أن حرية المعتقد ممنوحة للأجانب المتواجدين على الأرض الإسلامية .. و تعقيبا على ما جاء في مقاله بجريدة المساء العدد:1916 بتاريخ 22/11/2012 ، الذي سعى من خلاله تنطعا محمد الساسي ليجعل من نفسه منظرا جديدا و ناقذا متميزا معتمدا فكرة خالف تعرف متقمصا عباءة الشيوعية الملحدة تارة و متخفيا خلف العلمانية الاستئصالية تارة أخرى ، ما يؤكد أن صاحب المقال مصاب ب"الشيزوفرينيا الفكرية" و قد أراد بذلك استثمار فكر شاذ خالي من الواقعية و الموضوعية كونه مغربي كي لا يتهم بالتخلف و الرجعية و لا بالحداثة و المحاكاة .. يبدو جليا أن التحليل الفلسفي السفسطائي لكاتبنا و المعادي لعقيدتنا السمحة و رأينا محمد الساسي في أكثر من موقف مجترئا على الإسلام معلنا الحرب على الله جانب إلى حد كبير الصواب و أطنب في التشخيص مقدما صورة سلبية على الدين الإسلامي معتبرا أن حرية المعتقد مجالا للضمير و الفكر و الوجدان و ليست مجالا لسلطة الدولة و القانون متجاهلا بأن ذلك يمنح للأجانب ببلادنا أما بالنسبة للمغاربة كمسلمين يعتبر ردة يعاقب عليها القانون و الشريعة ، و حرية المعتقد لا يقرها حزبا أو جماعة و إنما هي أمر إلاهي ، أما الدولة تضمن حرية المعتقد للأجانب .. فإن الكاتب تمرد من خلال أفكاره على قوانين الأرض و نواميس السماء ، غارقا في مستنقع الشيوعية التي يريد معتنقوها تغيير فطرة الله التي فطر الناس عليها بتشجيع ثقافة(اللواط و السحاق و الإباحية و الإلحاد ..) ثقافة دنيئة أنجبت لنا تطرفا دينيا مناقضا له ، المغاربة في غنى عنه و منه الذرائع تلو الأخرى للتمرد على المجتمع.. فإن صاحبنا ارتوى من الماركسية اللينينية حد الثمالة و يدين بالولاء لفطاحلة الشيوعية جاهلا أن الله جعل خاتم الأديان خيرا للبشرية جمعاء ، عقيدة سمحة ، شعارها الاعتدال و الوسطية و التسامح رافضا لأشكال التطرف العلماني و الديني معا و يبدو أن محمد الساسي يحمل ضغينة و حقدا تجاه الإسلام واصفا إياه بالتخلف .. فإن المثقفين المسلمين العاملين جزءا لا يتجزأ من أدوار متكاملة للسياسي ، رجل الدين ، الصحافي ، الإعلام الحر هم من كشفوا لنا و لكاتبنا ما يقوم به من جرائم ضد الإنسانية بنو جلدة ، ماركس لينين سارتر فوكو و غيرهم.. و لولا الإسلام الذي نشأ فيه والدا الكاتب و أنجباه في كنفه و الذي يرى فيه صاحبنا "ثقافة ميتة" وجد في أحضانه حرية التعبير فطفق ينشر غسيل دماغه جراء ماركسية لينينية مقيتة و التي حرفته عن جادة الصواب .و باعتبارنا مسلمون ، فنحن مكلفون بأوامر و نواهي ، أما عن سلطة الدين فهو طرح يعتمد ه رهبان المسيحية ، و الإسلام ليس دين تسلط و استبداد كما يزعم محمد الساسي .. بل الإسلام دين رحمة و تسامح و اعتدال ، و حارب الفلاسفة المشككين و السفسطائيين من أمثال سارتر الوجودي الملحد .. الذين ينشرون الإباحية و التمرد على قيم الأخلاق الدينية .. و يعتقد الساسي أن المثقفين المغاربة و العرب و المسلمين قاطبة يستشهدون بمثقفي الغرب كما يفعل هو ، فلكل هويته و ثقافته .و لكن هذا لا يمنع النهل و التأثر بالآخر ، إذا كان ما في جعبته نافعا مجديا.. فعنصر التأثير و التأثر يبقى ساري المفعول على مدى التاريخ و جميع الحضارات اقتبست ما ينفعها من سابقاتها أو التي تواكبها .. فالإسلام نال القسط الكثير من الحضارات الفرعونية و اليونانية كما أن الغرب نهل هو الآخر من الإسلام و لولا الإسلام لما خرج الغرب من دياجير الجهل .. و فيم العيب من أن الإسلام اليوم يتأثر إيجابيا بحضارة الآخرين..؟ لو يتوان م. الساسي في التطاول على الدين الإسلامي و معتنقيه بأنهم يلتئمون تحت راية هذه العقيدة العالمية بالقسر في وقت أن هذا الدين نزع ليس فقط عن أمتنا بل على الغرب كذلك أغلال الجهل و دياجير الضلال التي تطوق أعناق أمثال الساسي مطلقا العنان لقلمه ليرصد حسب منظوره الإلحادي تجليات لا أساس لها من الصحة ، سواء من خلال علاقة المغاربة بإمارة المؤمنين كحامية للملة و الدين أو فيما يخص تقديمه تحليلا بصدد حرية المعتقد ليفعل ما يشاء يهيمن عليه التهكم على حزب العدالة و التنمية و ضرب المرجعية الدينية المتمثلة في علمائنا التي يرتكز عليها المغاربة قاطبة ثقافيا ، فكريا ، سياسيا و اقتصاديا .. و قد اتهم حزب العدالة و التنمية بأنه منع التنصيص على حرية المعتقد في النص الدستوري محاباة لمشاعر فئات شعبية لكسب ودها باتهامها بأن ذلك مؤامرة على إسلام الأمة و ثوابتها .. و هو أمر يبتعد كثيرا عن الصواب و افتراء مناقض للإسلام كمشروع أمة ، ليس فحسب ببلادنا بل على امتداد الهلال الإسلامي من نواكشوط غربا إلى جاكارطا شرقا .. كما أن واقع الحقل الثقافي لم يكن بمعزل عن واقع الحال ببلادنا .. فلو اقتفينا المحجة البيضاء التي حثنا عليها مبعوث العناية الإلاهية محمد رسول الله (ص) غداة حجة الوداع على نهجها لما انتظر عصر الأنوار و لا وقتنا الراهن التي عرفت فيه التكنولوجيا ذروة التطور التي يظن كاتبنا بأن المسلمين ليست لديهم يدا فيها لكانت الطائرات و الصواريخ العابرة للقارات قد حلقت في سماء العهد العباسي و الأموي .. فليس غريبا أن يستثمر كاتبنا معطيات التاريخ عشوائيا ليقدم صورة سلبية عن الإسلام و مثقفيه و مشايخه لأنه لا زالت تراوده أفكار ماركسية /لينينية تجاوزها الزمن .. و سقوط آخر قلاع العلمانية بتركيا ، و الاكتساح الكبير للإسلاميين بالمؤسسات التشريعية و هناك من هم على رأس هرم السلطة بأغلب الدول العربية و الإسلامية جعل من صاحب المقال يذرف الدموع على قبور ماركس و لينين ، سارتر و فوكو ، أتاتورك و غيرهم..