إشكالات خطيرة تطرح أمام الحكومة الحالية. نقدر ما عرف عن أغلب أعضائها من صدق النوايا والنزاهة، إظافة إلى التاريخ النظيف لأغلب أعضائها، وتحملها المسؤولية في مرحلة صعبة جدا استعصت حتى على أصحاب التجارب العريقة في التسيير الحكومي.. اختارت الحكومة الحالية برآسة بنكيران أن تكون صمام أمان ضد أي انفلات شعبي، احتماله ضعيف للطبيعة السلمية للثورات في الربيع العربي، أو انفلات النظام المخزني، وهو الأرجح والأخطر، والذي جرى به الواقع في ليبيا وسوريا. أن تكون الحكومة صمام أمان ضد الإنفلات عموما أمر مطلوب مادام الإصلاح جاريا بكل حزم وتقدم، والفساد متراجعا متقهقرا غير مأسوف عليه .. لكن مع استمرار الأزمات وانسداد الأفق برغم كل المحاولات واستمرار الفساد وتمكن الإستبداد لا يبشر إلا بالهناء للمخزن وطول العمر. لا بد إذا من تقدير موضوعي علمي بعيد عن الإنطباعات النفسية أو التاكتيكات السياسوية. ويتحدى هيمنة العفاريت والتماسيح على الإحصاءات والمعطيات الضرورية لمثل هذا التقدير. حتى نقف على الوضع كما هو. ثم يفتح على إثر هذه المعطيات الواضحة حوار وطني عام وجريئ لا يقصي أي طرف. حوار يتفهم الوضع والإكراهات، ويحذر التسرع أو الدخول في المتاهات، ويتحمل المسؤولية التاريخية لأية قرارات قد تصدر عنه، كل هذا على مرأى ومسمع من عموم الشعب وبكل وضوح حتى يعلم الجميع بالوضع ولا يضطر أحد للتسائل : فين غادي بيا خويا وفين غادي بيا ............عبد الرحمان فرح