سلام محمد العامري [email protected] فوجيْ الشارع العراقي, بتظاهرة ليلة 9/1/2017, قِيلَ عنها أنَّها ممارسةُ استنكارٍ, للتفجيرات التي تَكَررت في بغداد, مستهدفة الأسواق الشعبية. أسلوبٌ يتكرر في كل أزمة, فبدلاً من البحث عن الحلول, يعمد إلى تهديم المساعي, من قِبَلِ أيادي مُتخفية, تحت غطاء مطالب شرعية. عند قرب تحرير الموصل, وتخليصها من أيدي التنظيم الإرهابي, الذي عاث فسادا وخراباً, منذ ما يقارب ثلاث أعوام عجاف, مَرَّت على الموصل, بعد شعوره الأكيد, بنهاية أكذوبة دولته المزعومة, حرك خلاياه النائمة, لينفِذَ عملياته الإجرامية. سرعان ما تسارعت التصريحات, من قبل القائمين على التظاهرة الليلية, ليتم الإعلان عن اعتصام مفتوح وسط بغداد, وبدلاً من المطالبة بمحاسبة المقصرين, ذهبت المطالب لورقة التحالف الوطني, المًسماة " مشروع التسوية الوطنية.! مما يؤكد أنها تظاهرة, قد أعِدَّ لها بإمعانٍ مُسبَق. خلط الأوراق أصبح هَوَسٌ, يكتنف بعض الساسة, ليصلَ للمواطن البسيط, الذي تَله المعلومة المغلوطة, لانشغاله في كسب عيشه, ما بين الأزمات السياسية والمفخخات الداعشية, إضافة لانعدام الخدمات, وفساد الفاسدين, وفي ظل هذا الهرج, وَجدَ المُتَصيدون بالماء العَكر, بصيص أملٍ, لتنفيذ مآربهم لتمزيق ما يمكن تمزيقه, فهم لم يكتفوا بما جرى ويجري. ليس ببعيدٍ عن الأذهان, نتائج تظاهرات المناطق المغتصبة, التي تحولت لاعتصامات, ثم بانت نتائجها, بظهور أنياب الإرهاب, والتي قدم الحشد الشعبي والقوات الأمنية, بتلك الأنفس الزكية, من أجل التحرير, منظمات المجتمع المدني, والتي يدير بعضها ساسة حاقدين, على الشعب الجريح, يرقصون على جراحاته, في كل فرصة يرونها مناسبة لفعالياتهم, من أجل إرباك الوضع. بينما يعمل التحالف الوطني, مُكَرساً طاقاته لما بعد داعش, والتأكيد على بناء دولة مستقلة, غير تابعة لدول الجوار, يعمل بعضُ المنافقون, على إفشال ما يبعث الأمل, حيث لا عيش لهم, إلا على قمامة الأزمات, أملاً في البقاء حتى ولو على جثث الشرفاء. سؤالٌ نسأله لمن لا يرغب بالتسوية التسوية, ماذا لديك من بديل, طالما أن جميع الشعب ساسة ومواطنين, يطالبون بعدم شمول المجرمين والفاسدين, ليدير الدولة مواطنون حريصون, من أجل الاستقرار؟