انتاب الفزع أهالي قرية جايتبور الهندية، عقب حدوث تسربات إشعاعية من محطة فوكوشيما النووية اليابانية, في الوقت الذي تخطط الحكومة الهندية لإقامة أكبر منشأة نووية في العالم في هذه القرية النائية الواقعة غرب الهند وطفت مخاوف سكان القرية, الواقعة على الساحل الغربي لولاية مهاراشترا, مجددا عقب أنباء عن احتمال انهيار المحطة النووية اليابانية, وما يترتب عن ذلك من خطر حدوث تلوثات إشعاعية, وهو الطرح الذي طالما دافعوا عنه من أجل تجنيب قريتهم تداعيات كارثة بيئية في حال تصميم الحكومة الهندية على المضي قدما في خططها لإنشاء المحطة النووية، التي يحتمل أن تصل قدرتها الإنتاجية إلى 9900 ميغاواط. ويرى خبراء جيولوجيون هنود أن موقع القرية لا يصلح البتة لإقامة محطة نووية, لكون الأرض "غير مستقرة جيولوجيا", مؤكدين "عدم وجود ضمانات حكومية لحماية سكان المنطقة والساحل الغربي في حال حدوث كارثة نووية". وقال الناشط البيئي الهندي براديب إندولكار إن "الانفجار الثالث في محطة فوكوشيما يؤكد أن التدابير الوقائية والضمانات الحكومية لن تجنب حدوث كارثة بيئية في حال وقوع زلزال مدمر, لذا من الأسلم عدم إقامة محطة نووية في منطقة معروفة بنشاطها الزلزالي". والأكيد أن زلزال اليابان وضع البرنامج النووي الهندي الطموح تحت المجهر, فكلا المحطتين النوويتين فوكوشيما اليابانية وجايتبور الهندية تقعان على الساحل، لكن مع فارق مهم يتمثل في كون الأولى تقع في منطقة زلازل من الفئة الخامسة, وهي منطقة عالية المخاطر على مستوى النشاط الزلزالي, فيما توجد جايتبور في منطقة زلزالية من فئة ثلاثة, أقل خطرا من سابقتها. ووفق بيانات هيئة المسح الجيولوجي الهندية, شهدت جايتبور92 هزة أرضية ما بين عامي 1985 و 2005, فيما سجل أعنفها في عام 1993 إذ بلغت قوته 2 ،6 درجات على مقياس ريشتر. وسارع رئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينغ، إلى تهدئة الرأي العام الهندي عندما أمر بمراجعة دقيقة لمعايير السلامة في جميع المنشآت النووية الهندية عقب الأضرار، التي لحقت بمحطات الطاقة النووية في اليابان بعد الزلزال المدمر. وقال سينغ أمام برلمان بلاده "أمرنا وزارة الطاقة الذرية الهندية والوكالات التابعة لها بإجراء مراجعة فورية لجميع معايير السلامة المعتمدة في منشآتنا النووية, بهدف ضمان قدرتها على الصمود أمام الكوارث الطبيعية الهائلة كالزلازل وموجات المد البحري". من جهة أخرى، أكد تشاندان غوش عضو المعهد الوطني الهندي لإدارة الكوارث، أن 59 في المائة من المساحة الجغرافية للهند تقع في منطقة تعرف بنشاط زلزالي خطير. وأوضح غوش، أمس الخميس، أن 38 مدينة هندية ذات كثافة سكانية تتجاوز المليون نسمة توجد على خريطة المناطق المعرضة لخطر الزلازل في شبه القارة الهندية, مشيرا إلى أن مدنا هندية تصنف في خانة الفئة اثنين, قد تتعرض لهزات أرضية تصل قوتها إلى ست درجات على مقياس ريشتر, فيما تصنف أخرى ضمن الفئة الخامسة عالية المخاطر, قد تشهد زلزالا بقوة تسع درجات مشابه للزلزال المدمر في اليابان.