«مؤسسة الثقافات الثلاث أصبحت فضاء لأخذ الصور بين المسؤولين، ومكانا لتلميع صورة بعض السياسيين». بهاته العبارة وصف انطونيو غارديو موراغاس عضو البرلمان الاندلسي مؤسسة الثقافات الثلاث التي يوجد مقرها بمدينة اشبيلية، والتي تم إنشاؤها منذ عشر سنوات والتي يرأسها حاليا خوصي انطونيو غرينيان مارتينيز، رئيس الحكومة المستقلة للأندلس، ويشغل منصب الرئيس المنتدب اندري ازولاي. تصريح انطونيو غارديو جاء عقب تخصيص الحكومة المستقلة للاندلس 3,75 مليون يورو كمنحة لتمويل أنشطة نفقات المؤسسة، مضيفا أن مؤسسة الثقافات الثلاث لم تحقق أي هدف من الاهداف الرئيسية المحددة في ميثاقها الذي سطرته المؤسسة منذ10 سنوات، والمتمثل أساسا في المساهمة في التقدم الاقتصادي والاجتماعي لدول المغرب العربي والشرق الاوسط، حيث وصف البرلماني الاندلسي هاته الدول بالغارقة في الفقر والتخلف. كما اضاف انطونيو غارديو أن مؤسسة الثقافات الثلاث ركزت خلال العشر سنوات بشكل كبير على الجانب الاسلامي اليهودي، وهمشت الثقافة المسيحية في ارتباطها بالعالم الاسلامي واليهودي، وهو ما يتناقض مع ميثاق المؤسسة الذي يركز على تعزيز الوعي والفهم لمختلف الثقافات والاديان والشعوب بمنطقة البحر الابيض المتوسط. وشدد البرلماني الاندلسي في معرض انتقاداته لمؤسسة الثقافات الثلاث على الاموال التي تصرفها المؤسسة، موضحا أن اغلب النفقات تصرف لدفع المستحقات والرواتب لتمويل الانشطة الثقافية للمؤسسة، على الرغم من أن النظام الاساسي للمؤسسة التي أنشأتها الحكومة الاندلس والمملكة المغربية يشير الى ضرورة تخصيص %70 من ميزانية المؤسسة لإنشاء ودعم المشاريع بدول حوض البحر الابيض المتوسط، وهو ما يعني أنه خلال الاربع سنوات الماضية، كان من المفروض على المؤسسة ضخ حوالي 10ملايين يورو لإنشاء مشاريع اقتصادية وتنموية بالدول المستهدفة، على اعبتار أن المؤسسة خلال الاربع سنوات الماضية استفادت من دعم الحكومة المستقلة للاندلس (حوالي 14 مليون يورو). وختم عضو البرلمان الاندلسي بالتأكيد على ان مؤسسة الثقافات الثلاث اصبحت فضاء لالتقاط الصور التذكارية بين الساسة، ومكانا لتلميع صور السياسيين الاسبان على حساب ميزانية حكومة الاندلس. ويذكر ان مؤسسة الثقافات الثلاث أنشئت في 8 مارس 1999 في مدينة اشبيلية بقرارمن الحكومة المستقلة للاندلس والمملكة المغربية، بهدف تشجيع اللقاء بين الشعوب والثقافات في منطقة البحر الابيض المتوسط، حيث أنيطت رئاسة المؤسسة برئيس الحكومة المستقلة للاندلس على ان يتولى منصب الرئيس المنتدب السيد اندري ازولاي. كما يضم مجلس ادارة المؤسسة عدة شخصيات اسبانية ومغربية، من بينهم وزير الخارجية المغربي ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية، وسفير المغرب باسبانيا ووزير الاقتصاد والمالية ومدير وكالة انعاش الاقاليم الشمالية ومدير البنك المغربي للتجارة الخارجية ومدير المكتب الوطني للسياحة ومدير المكتب الشريف للفوسفاط ومدير المكتب الوطني للكهرباء، وعدة شخصيات اخرى.