افتتحت صباح يوم الجمعة 20 نونبر الجاري اشغال الجامعة الخريفية للكفاءات المغربية المقيمة بألمانيا في نسختها الاولى، و التي تنظمها الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج الى جانب شبكة الكفاءات الالمانية المغربية الحديثة التأسيس و بتعاون مع السفارة المغربية ببرلين و السفارة الألمانية بالرباط، حيث جمع هذا اللقاء شخصيات مغربية حكومية و دبلوماسية بأفراد الجالية المغربية بألمانيا، شارك فيه 300 مشارك من ضمنهم 150 خبيرا مغربيا مقيما بألمانيا و 20 خبيرا ألمانيا الى جانب خبراء مغاربة في القطاع العام و الخاص و ممثلين عن الادرات و المؤسسات المنتخبة المحلية، بالاضافة الى ممثلين عن منظمات التعاون الألماني و الدولي و عدد من الطلبة المتخصصين و المهتمين بقضايا التنمية المحلية. هذا، و قد تميزت الجلسة الافتتاحية بالكلمة التي ألقاها محمد عامر الوزير المنتدب لدى الوزير الاول المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج و التي ركز فيها على أهمية تنظيم الجامعة الخريفية التي تعتبر أول ملتقى تنظمه الوزارة في إطار الاستراتيجية الجديدة لتعبئة الكفاءات الوطنية المهاجرة و التي يجب أن تنخرط فيه كل القطاعات لتوحيد الجهود، و من ثمة الوصول الى الهدف المتوخى و الكامن في بناء سياسات جديدة و مبادرات خارجية متكاملة تتماشى و قيم التضامن للنهوض بالاقتصاد الوطني و تمكين المستثمرين الاجانب من التعرف على الفرص التي يوفرها المغرب و الجاذبية التي يزخر بها في مجال جلب الاستثمارات و المشاريع الكبرى، حيث تندرج في هذا السياق أهداف برنامج «منتدى الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج «فينكوم» للاستفادة من الخبرة و المعرفة التي يملكها أفراد الجالية للمساهمة في إنجاز المشاريع التنوية ببلادنا بعد إعداد تشخيص دقيق لحاجيات المغرب بمختلف القطاعات و تحديد أولوياتها و كذا ربط رغبات الكفاءات المغربية بالمهجر بحاجيات المغرب الاستثمارية و التنمية. من جهته أكد أحمد رضا الشامي وزير الصناعة و التجارة و التكنولوجيات الحديثة، في كلمته بهذا الملتقى على أن المغرب اختار الانفتاح و هو يراهن على مؤهلاته الاقتصادية في ظل التطور الذي عرفته أرقام نمو الاستثمارات ببلادنا التي اختار مسار التجدد و الابداع و استقبال مشاريع كفاءاتها المهاجرة و المقيمة بالعديد من دول العالم. أما وزير التجارة الخارجية عبد اللطيف معزوز فقد أشار إلى أن المغرب أمضى شبكة من اتفاقيات التعاون الاقتصادي و بالتحديد مع خمسة وخمسين بلدا بدول المعمور تربطها بالمغرب اتفاقيات للتبادل الحر والذي يستهدف من خلاله المغرب ما يزيد عن مليار مستهلك بدون قيود، وتأتي السوق الالمانية ضمن الدول المتعاقد معها ب 1600 مليون أورو أي بنسبة 7 بالمئة من مجموع المعاملات مع أروبا و 4، بالمائة من مجموع معاملات المغرب مع العالم، حيث من المنتظر أن تشكل السوق الألمانية المحطة الرئيسية لصادرات المغرب ضمن استراتيجية «ماروك إكسبور بلوس»، التي تهدف إلى مضاعفة صادرات المغرب إلى ثلاثة أضعاف في السنوات القادمة. بعد ذلك تناول الكلمة سفير ألمانيا بالمغرب أولف ديستير كليم، اعتبر مبادرة الوزارة الوصية في تنظيم الجامعة الخريفية للكفاءات المغربية بألمانيا منهجية جديدة في طريق إرساء انطلاقة جديدة لمجالات التعاون ما بين المغرب وألمانيا، مشيدا بالدور المعرفي و العلمي الذي تلعبه الجالية المغربية بألمانيا. و هو نفس الخلاصة التي خلص إليها عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج والذي اعتبر الجالية المغربية بشكل عام و الألمانية بشكل خاص، أنها الجالية الأكثر اندماجا، وأن المهاجر المغربي أينما حل و ارتحل يكون مفيدا للمجتمع الذي يستقبله بكل إيجابية و جدية. و باسم شبكة الكفاءات المغربية بألمانيا والتي تأسست في السابع من مارس 2007، نوه هاشم حدوتي رئيس الشبكة بالاستقبال الحار الذي خصهم به المسؤولون عن الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، وأبدى استعداد كل أعضاء الشبكة للانخراط الكلي للمشاركة في التنمية المستدامة للمغرب. يذكر أن الملتقى شكل فرصة لالتئام الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج الى جانب الجهات الفاعلة الوطنية العمومية منها والخاصة في ورشات عمل لعرض مشاريع الشراكة المقدمة من طرف الشبكة و ذلك بمشاركة هيئة التعاون الألماني الراغبة في تمويل المشاريع التي سيتم اختارها. كما سيمكن هذا اللقاء من إبرام ثماني اتفاقيات شراكة تهم التركيب التقني والمؤسساتي والمالي للشركات وبلورة برنامج أنشطة يعزز سبل التعاون الألماني المغربي في مختلف المجالات الاستراتيجية، بحيث من المنتظر أن يتوج هذا اللقاء ببلورة مخطط مستقبلي يحدد الوسائل الأكثر ملاءمة لإقامة شراكات نشيطة ومستدامة وإحداث آليات جديدة لنسج علاقات التعاون و التكامل ما بين أصحاب المشاريع و الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج من أجل تعبئتها لمواكبة نجاح عملية الإصلاح التي ينهجها المغرب و تعزيز طاقاته.