تستمر الازمة الاقتصادية التي ضربت الاقتصاد العالمي وتستمر معها التداعيات التي مست شتى مناحي الحياة اليومية للمواطن، بازدياد عدد العاطلين وإقفال المزيد من المؤسسات الصناعية والمالية وإعلان إفلاسها بشكل علني، حتى وإن جاء على حساب ملايين العمال والموظفين الذين وجدوا أنفسهم فجأة في حالة عطالة تامة. واسبانيا واحدة من الدول الاوروبية التي تستمر فيها الازمة بشكل كبير، ما جعل العديد من المهاجرين المغاربة يفقدون عملهم وأثر بشكل سلبي على حالتهم الاجتماعية، وأجبرهم على اتخاذ جملة من التدابير للتخفيف من حدتها، حتى وإن كان على حساب راحتهم ومدخراتهم التي تلاشت في رمشة عين بعد عقود من التحصين، اعادة العائلة الى البلد الام المغرب وما قد ينتج عن هذا من مشاكل عديدة قد لا تندمل جراحها في المدى القريب على الاقل في ظل استمرار هذا النزيف الاقتصادي، فشل مشاريعهم الاقتصادية التي تضررت بشكل كبير خاصة أولئك الذين فضلوا الاستثمار في شراء منازل عن طريق الاقتراض من البنوك الاسبانية التي لم تدخر جهدا في استرجاع هذه المنازل مقابل مبلغ الدين الذي وصل ارقاما قياسية، نظرا لعدم إيفاء العمال المغاربة بالتزاماتهم تجاه هذه البنوك دون مراعاة عشرات السنين التي تم تسديدها شهرا بشهر وسنة باخرى، لكن تبقى المشكلة الكبيرة التي تتخبط فيها الجالية المغربية باسبانيا، وخاصة الجيل الجديد منها، هي معاناتهم المتزايدة مع بعض الاشخاص الذين يعتبرون انفسهم وللاسف الشديد، مغاربة، وهم أبعد ما يكون عن انتمائهم الوطني، نظرا لتعمدهم إذلال إخوانهم المغاربة ممن يقصدون الشركات بحثا عن العمل واستنزاف ما أمكن من جهد مادي وبدني، إذ يعمد مصاصو دماء اخوانهم المغاربة المعروفون هنا باسبانيا ب" كاركاوات" الى المساومة ويشترطون مبالغ مالية لكل راغب في العمل، قد تصل في أحيان كثيرة الى 200 أرو عن كل شهر وإلا فلا مكان لهم وهذا ما لمسناه عبر زيارات ميدانية، خاصة ما يقع بمنطقة مورسيا ونواحيها التي يتمركز فيها عدد كبير من المغاربة خاصة منهم المنحدرين من الجهة الشرقية وتستهدف شركات فلاحية عديدة، مما خلف حالات من السخط لدى شريحة واسعة من العمال. وما يحز في نفس هؤلاء هو أن هذا يحدث نهارا جهارا ودون ان يرف لهم جفن ويطالبون بتدخل عاجل وبتحمل القنصليات والتمثيليات الديبلوماسية وجمعيات المجتمع المدني باسبانيا مسؤولياتها الكاملة تجاه ما يحدث وفضح هؤلاء الذين يسيئون الى المغرب والمغاربة.