عرفت الطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين وجدة وجرادة خلال شهر أكتوبر الماضي، حادثة سير مروعة ذهب ضحيتها ستة أشخاص بعضهم من رجال التعليم، وذلك نتيجة لاصطدام سيارتين من النوع الخفيف عند النقطة الكيلومترية رقم 13 . ومهما تعددت أسباب حوادث السير فنحن لا نتكلم عن مسؤولية السائق لأن القضاء يبت فيها، ولكن هنا نريد أن نتكلم عن مسؤولية تقصير الدولة، فالنقطة التي وقعت بها الحادثة تعد نقطة سوداء حيث يوجد منحدر خطير تنعدم فيه الرؤية، القنطرة لا تستوعب مياه الأمطار وضيقة وتتسبب في عدة حوادث خطيرة، إلا أن وزارة التجهيز والنقل تنهج أسهل الحلول بتحديد السرعة في 60 وتمنع التجاوز رغم أن هذه الطريق صرفت عليها الملايير في السنة الماضية من أجل توسيعها وإصلاحها، وكان على مسؤولي مديرية التجهيز بجهة الشرق أن يغتنموا المناسبة في محاربة النقط السوداء، التي أصبحت معروفة لدى الخاص والعام بسبب حصدها لعدد كبير من أرواح الأبرياء. وجدير بالذكر أن الخطاب الملكي بتاريخ 18 مارس 2003 بوجدة، أمر بتوسيع وإصلاح الطريق الرابطة بين الناظوروجدة وفجيج، وتم تخصيص اعتمادات مهمة على شكل أشطر، هناك ما أنجز منها وما هو في طور الإنجاز كالطريق الرابطة بين جرادة وعين بني مطهر والتي رصد لها اعتماد وصل إلى 38 مليون درهم، كما لاتزال 11 كلم من الطريق رقم 17 الرابط بين كنفودة وجرادة، والتي رصد لها 13 مليون درهم، لم تنجز بعد، وهذا المقطع يعد الأخطر نظرا لتواجد منعرجات ومنحدرات يصعب معها رؤية السيارات القادمة من الاتجاه الآخر والتي يمكن أن تفاجئك إن لم تأخذ الحيطة والحذر... منطق وطرق وزارة التجهيز يجب إعادة النظر فيهما، ففي السابق كان المغرب تعوزه الإمكانيات المادية، أما الآن فلا نظن، إذ هناك عدد كبير من الآليات بمختلف أنواعها لدى وزارة التجهيز ولدى مجلس الجهة وبعض الجماعات أصبحت معطلة وأصابها الصدأ في المستودعات ! إن المديرية الإقليمية للتجهيز بجرادة أصبحت اسما على غير مسمى، بناية بدون روح لكون الموظفين والأطر من مهندسين وتقنيين سمح لهم بالتنقل بدون تعويض... وهناك وعود مكتوبة بتجهيز التقسيمة بالآليات لازالت تحوم حولها علامات الاستفهام... هذا المشروع الجديد يعتمد على نظام معلوماتي رقمي ويحتوي على الانتاجات التعليمية في علوم الحياة والأرض والعلوم الفيزيائية والرياضيات، التي تنقسم إلى استعراضات ومحاكاة وفيديوهات وتمارين وملخصات واختبارات تقويمية وإلى تصاميم للدروس المنجزة..... وغيرها من المعلومات التي تجيب على كل الإكراهات الناتجة عن النقص الحاصل في بعض الآليات داخل مختبرات المؤسسات التعليمية من جهة، وعند استحالة تقديم تجارب عن الظواهر الجيولوجية ( الزلازل، البراكين....) والفيزيولوجية المركبة والتجارب المعقدة من جهة أخرى، بالإضافة إلى تشجيع التلاميذ على التفاعل مع الدروس. وفي هذا السياق، قامت جامعة الأخوين إلى جانب المبادرات العلمية التي تسعى من خلالها إلى تطوير البحث العلمي وتنميته لضمان نقل الابتكارات وإبراز تأثيرها على المجتمع المغربي، بإبرام اتفاقية في يوليوز 2006 مع وكالة التعاون الدولي لكوريا الجنوبية «KOICA «، حول إنشاء مركز الإبداع في تكنولوجيا الاعلام من أجل التنمية البشرية «Citi»، يعمل على إدراج وتطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصال في برامج التعليم العمومي، من خلال خلق سبل جديدة تمكن الأساتذة شرح المعلومات والدروس بطريقة حديثة ومتطورة وتساعد التلاميذ من الاستعابة أكثر. الأستاذ بلمليح ، منسق المشروع بمدينة فاس ، أفاد «الجريدة» أنه في بداية الموسم الدراسي 2007-2008، تم البدء في تطوير محتوى هذا الموقع المتضمن للمواد العلمية للمستوى الأول والثاني والثالث إعدادي، حيث قام المركز وبتعاون مع أساتذة إعداديتي الأرز بإفران وقاسم أمين بفاس بإحداث وسائل تعليمية جديدة تعتمد على تكنولوجيا الاعلام والاتصال من شأنها الرفع من مستوى التحصيل العلمي لتلاميذ وتلميذات المؤسسات العمومية بالمغرب. وبالفعل يضيف الأستاذ بلمليح، أنه قد تمت ترجمت هذا الميثاق على أرض الواقع، وقامت وكالة التعاون الدولي لكوريا الجنوبية بتجهيز المركز والمؤسسات التعليمية العاملة في هذا المشروع بأحدث المعدات الالكترونية لتسجيل الدروس بالصوت والصورة وأجهزة متعددة الوسائط، بالإضافة، إلى تأطير الأساتذة المنخرطين في هذا البحث العلمي، عبر عدة ورشات تدريبية وتعليمية بغية الرقي بمستواهم المعرفي والتقني في مجال المعلوميات وتقنيات الاعلام والتواصل، مما سهل عليهم، إنتاج وابتكار موارد بيداغوجية في مقررات علوم الحياة والأرض والعلوم الفيزيائية والرياضيات ، التي تم نشرها على الموقع لفائدة جميع التلاميذ بدون استثناء. كما يهدف هذا النظام إلى تحقيق رغبة الأساتذة في تقديم أكبر عدد ممكن من التمارين التطبيقية للتلاميذ، ويمكنهم من إعادة هذه التمارين خارج الفصل الدراسي، بالإضافة إلى العمل على اكتساب البداهة والسرعة في الإيجابة وتحسين تفاعل التلاميذ مع أجهزة الكمبيوتر، كما أن هذا الابتكار يحد من مظاهر الغش، التي تسيء إلى سمعة مؤسساتنا التعليمية. وعلى هامش هذا اللقاء، تم توزيع ذروع و شواهد تقديرية على الاساتذة الباحثين، اعترافا بالمجهودات التي بدلوها لعصرنة المنظومة التعليمية، بالاضافة الى توقيع بروتوكول شراكة بين الوزارة و جامعة الاخوين و وكالة التعاون الدولي لكوريا الجنوبية، من اجل ادراج وتطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصال في برامج التعليم العمومي ببلادنا.