اعتبارا للأهمية التي تكتسيها حماية وتنمية مناطق الواحات وشجرة الأركان عبر التراب الوطني، أعطى جلالة الملك محمد السادس،تعليماته إلى الحكومة من أجل الشروع في عملية إحداث الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات. وستناط بهذه الوكالة مهمة حماية وتثمين فضاءات الواحات وشجرة الأركان وفق مبدأ التنميةالمستدامة. ومن بين محاور استراتيجة عمل الوكالة، هناك بالخصوص، حماية وتجديد الرصيد الوطني من أشجار النخيل المثمرة، التي تعد محور النظام البيئي للواحة، وكذا عقلنة تدبير الموارد المائية ومكافحة التصحر وزحف الرمال. وسيشمل عملها، من جهة أخرى، استباق مخاطر وانعكاسات التغيرات المناخية والنهوض بالبحث العلمي المتعلق بهذا النظام البيئي. كما ستسهر الوكالة، في نفس السياق، على التنمية المحلية وتحسين ظروف عيش ساكنة الواحات، معتمدة، في ذلك، على توفير الظروف الملائمة للتنمية البشرية وعلى خلق أنشطة جديدة تتلاءم مع الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري للأنظمة الإيكولوجية للواحات وتثمينه. وستعمل الوكالة بتشاور وتنسيق مع مختلف الجماعات والقطاعات الوزارية، وخاصة قطاع الفلاحة والسلطات الأخرى المعنية، خصوصا المصالح الترابية للدولة. وستقوم، في هذا الإطار المؤسساتي، بدور محرك ومبسط المبادرات بما يخدم فضاءات الواحات، فضلا عن دور السهر على نمو هذه الفضاءات ومتابعة تطورها. ويذكر أن فضاءات الواحات تمثل15 في المائة من التراب الوطني، متمركزة بالمناطق الصحراوية والمناطق المتاخمة للصحراء، جنوب شرق المملكة، ويقطن بها 1.6 مليون نسمة. وارتباطا بالموضوع، عين جلالة الملك أول أمس الثلاثاء الدكتور بشير سعود، مديرا للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات. وقد شغل الدكتور سعود، المزداد سنة 1952 بتطوان، في شتنبر1990 منصب مدير جهوي لشركة تدبير الأراضي الفلاحية «سوجيطا» بجهة الوسط، قبل أن يتولى ابتداء من أكتوبر من السنة ذاتها وإلى غاية يونيو1993 منصب مدير للشركة الوطنية لتنمية تربية المواشي. كما شغل ابتداء من يونيو1993 إلى غاية تعيينه اليوم، منصب رئيس المجلس المديري لشركة تدبير الأراضي الفلاحية «سوجيطا»، وعمل خلال سنة 2009 كمنسق لمشاريع حساب تحدي الألفية الخاص بالفلاحة.