سحبت السلطات الجزائرية، عددا من الموسوعات الموجهة للأطفال التي عرضت على هامش معرضها الدولي للكتاب، وذلك بدعوى أن هذه الموسوعات تتضمن خريطة لبلدان شمال إفريقيا بينها خريطة كاملة للمغرب تضم أقاليمه الصحراوية. ونقلت يومية «الخبرالجزائرية» عن مصادر مطلعة، أن سحب هذه الموسوعات ، بعد ثلاثة أيام من عرضها ، يعود إلى أنها «تتعارض مع المواقف السياسية للجزائر»، وأوضحت أن «هذه المؤلفات حوت خريطة سياسية لبلدان شمال إفريقيا، جاءت فيها خريطة المغرب الأقصى غير مفصولة عن خريطة الصحراء الغربيةالمحتلة» حسب زعمها. والموسوعات التي تم سحبها، هي «لاروس أطفالنا»، و«لاروس بلدان العالم»، و«موسوعة أطلس للأولاد» من دار نشر «عويدات للنشر والطباعة» اللبنانية، وهي مخصصة لتنمية معارف الأطفال، وتعرف إقبالا ملحوظا من طرف زوار المعرض، وقد قدرت ذات المصادر عدد النسخ التي تم سحبها من المعرض، بعد ثلاثة أيام على عرضها ، بالمئات وهو ما من شأنه أن يكبد دار النشر اللبنانية خسائر مالية مهمة. ويأتي هذه السلوك من قبل السلطات الجزائرية ليؤكد مرة أخرى العداء المستأصل للجزائر الرسمية ، للوحدة الترابية للمغرب ، وبالتزامن مع إقدامها على اعتقال واستنطاق محام وصحافي مغربيين بمطار الجزائر العاصمة ، قبل طردهما . وكان المحامي المغربي ، الحبيب حجي قد توجه إلى الجزائر، رفقة الصحافي حميد بوفوس ، من أجل تقديم شكاية أمام القضاء الجزائري ، بسبب ما تعرض له جنود مغاربة من اختطاف وتعذيب ، لمدة تجاوزت العشرين سنة ، وذلك فوق التراب الجزائري. وفي هذا الإطار عبر خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ، عن شجب وإدانة الحكومة المغربية إقدام السلطات الجزائرية مؤخرا على توقيف وطرد مواطنين مغاربة من فوق ترابها. وقال الناصري ، في لقاء مع الصحافة عقب انعقاد مجلس للحكومة أول أمس ، إن «الجزائريين يعلمون أن قضية الصحراء المغربية، قضية مقدسة، وقضية أمة»، وبالتالي فكل محاولة لإهانة المغاربة فقط لأنهم يدافعون عن حق الأمة المغربية في وحدتها الترابية، هي تصرف طائش، يستوجب الإدانة الصريحة والمطلقة» .