أشار تقرير «المعرفة في الوطن العربي» لسنة 2009 ، الصادر عن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ومؤسسة آل مكتوم الإماراتية، إلى أن اغلب البلدان العربية تواجه في مجال تكوين الرأسمال البشري المعرفي، مشاكل مركبة في انظمتها التعليمية وذكر التقرير ان التقدم الذي حققته الدول العربية في كل ما تم اعتماده كمؤشرات لنشر المعرفة بين المواطنين، كالتقليص من نسبة الامية وتزايد عدد الحائزين على شهادات جامعية عليا، لا يمكنه ان يحجب الاخفاقات التي تجعل الكثير من الدول العربية مقصرة في الخروج من النفق المؤدي الى مجتمع المعرفة. وكشف التقرير أن من بين أهم اختلالات النظام التعليمي في العالم العربي، وجود 9 ملايين طفل خارج أسوار المدرسة، يتوزع اغلبهم على السودان والسعودية والصومال واليمن والعراق والمغرب. وذكر التقرير في هذا الصدد أن الدول العربية المعروفة بادائها التعليمي مثل لبنان والاردن ليست في منأى عن هذه الظاهرة. وفي سياق حديثه عن دور التعليم في تكوين رأسمال المعرفة في العالم العربي، قسم التقرير 21 بلدا عربيا الى ثلاث مجموعات: المجموعة الاولى تتألف من جيبوتي وليبيا، وتونس وعمان، والجزائر وتتراوح نسبة الملتحقين فيها بالتعليم العالي (ضمن نسبة الالتحاق العامة بالتعليم العالي) بين 21 و31 % فيما تقدر النسبة في المجموعة الثانية وتشمل العراق والمغرب، واليمن والسعودية بين 10 و %17 ، فيما توصف المجموعة الثالثة التي تتكون من مصر، وموريتانيا وقطر والكويت ب«الضعيفة». وأبرز التقرير في ما يتعلق بالحصص المخصصة للعلوم بأنها لا تتعدى نسبة %11,7، وان هذه النسبة تتراجع بشكل ملحوظ في مجموعة من الدول العربية. وأردف بأن المعدلات العامة لتلقين مادة الرياضيات في الوطن العربي متدنية عن المعدل العالمي. وربط التقرير خلال انتقاده وتقييمه لأحوال المعرفة ببلداننا العربية، بين تطور المعرفة والنهضة العلمية والتنمية الاقتصادية الحقيقية والارادة والرعاية السياسية الفعلية.