تحل هذه السنة، الذكرى 44 لاغتيال عريس الشهداء، القائد الفذ المهدي بنبركة. ويتميز سياق تخليدها، هذه السنة بكل التطورات التي عرفتها القضية، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي . والمكتب السياسي، إذ يخلد هذه الذكرى، يدعو كافة المناضلات والمناضلين، في كل الاجهزة الحزبية ، بكل مستوياتها، الى استحضار العطاء الخالد للشهيد المهدي، والتزامه الوطني الذي لا تنازل فيه، وانحيازه الدائم الى قوى التحرر والديمقراطية والتحديث في بلادنا وفي كافة أنحاء العالم. كما أنه يهيب بالجميع تمثل أخلاقه ونكرانه لذاته من أجل الصالح العام ، ومن أجل شموخ الحركة التي كان أحد الآباء المؤسسين لها والمبتكرين لتميزها ، والساهرين على صمودها وبقائها وانتصارها.. لقد عرفت هذه السنة بعض المحاولات الفاشلة تريد أن تفصل تاريخ الاتحاد عن تاريخ أحد مؤسسيه أو العكس، وتوهيم الاجيال الجديدة بأن تاريخ الاتحاد هو غير تاريخ المهدي بن بركة . وقد تابعنا في هذا المضمار سعيا ممنهجا، متواصلا، لتشويه صورة الشهيد. وإذا كان الوعي الاتحادي، الذي أبان عن سلامته طوال السنوات العصيبة ، يدرك بأن الاهداف الدنيئة لأصحاب كل هذه التوهيمات واضحة وبينة، فإنه أيضا مطالب بأن يربطها بالسعي الحثيث لإفراغ التاريخ المضيء للاتحاد من بعده الشعبي والوطني العميق.. وإذا كان المهدي بنبركة ليس ملكا لأحد ، فهو ملك للشعب المغربي والحركة الوطنية التقدمية ولكل أجيال الاتحاديين الذين سهروا، بأرواحهم وبأجسادهم وبكل ما يملكون، على استمرار إرث المهدي والحفاظ على احتياطه الأخلاقي ورصيده المعنوي. إن الاتحاد ، كامتداد لفكر المهدي وتراثه، متشبث، أكثر من أي وقت مضى، بالكشف عن حقيقة اغتيال الشهيد المهدي ، والكشف عن الجناة وتقديم الأحياء منهم للعدالة. إن من حق الحركة الاتحادية وعائلة الشهيد والرأي العام الوطني ، أن يطلعوا على ما جرى ، ويتمتعوا بالحق في زيارة قبر الشهيد والترحم على روحه الطاهرة. لقد تعددت الروايات حول النهاية المأساوية التي أرادها الطغاة والجلادون، لكن الرابط بينها هي الرغبة في إقناع كل أنصار الشهيد وإخوانه ورفاقه عبر العالم، بلاجدوى البحث عن الجثة ، أو التفكير في قبر لزيارته.. إن الاتحاد الاشتراكي يطالب باستكمال الاجراءات الخاصة بالإنابة القضائية ، من أجل تفعيل إرادة جلالة الملك، التي أعلن عنها سابقا بخصوص الكشف عن الحقيقة. كما يدعو كل الذين لهم علاقة بالملف ، سواء كانوا شهودا أو مسؤولين ليلة الاختطاف ، إلى التجاوب مع إرادة الملك للمساعدة على معرفة الحقيقة ، وكذا إرادة الشعب المغربي وقواه الحية .. إن كل المناضلين المنتمين إلى فكر الشهيد وسيرته النبيلة، مطالبون اليوم باستحضار روحه الوحدوية، وانتمائه الى أفق الحداثة والتنوير ، ومطالبون بإحياء ذكراه بشكل مستمر عبر السلوك النضالي النزيه، والتجرد الأخلاقي الرفيع والانتصار لقيم الجماعة ، بعيدا عن الاستراتيجيات الفردية والنزوعات الانطوائية والنكوص النضالي. فبذلك يظل فكر الشهيد وتراثه حيين ودائمين ، في التاريخ وفي الضمير الجماعي للمناضلين الأوفياء. المكتب السياسي الرباط: 2009-10-27